الصحة الجنسية

العلاقة الحميمة بعد الولادة: متى وكيف تعودين إليها؟

5 دقيقة قراءة
Intimacy After Childbirth: When and How to Return to It?

بعد الولادة، قد يخطر في بالكِ الكثير من التساؤلات حول العلاقة الحميمة، مثل: متى يمكنني العودة إليها؟ هل سأشعر بأي اختلاف؟ وهل سيكون الأمر مريحًا كما كان من قبل؟ من الطبيعي أن يحتاج جسمكِ إلى بعض الوقت للتعافي، خاصة مع التغيرات التي تحدث بعد الحمل والولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية.

في هذا المقال، ستجدين إجابات واضحة عن التوقيت المناسب، وكيف تؤثر الولادة على العلاقة، وما يمكنكِ فعله لتكون التجربة أكثر راحة وسلاسة، حتى تعودي إليها وأنتِ في حالة جسدية ونفسية أفضل.

 

ما هي العلاقة الحميمة؟

العلاقة الحميمة هي العلاقة الجسدية التي تحدث بين الزوجين، والتي تتضمن تواصلًا جنسيًا بينهما. تتم هذه العلاقة من خلال إدخال العضو الذكري في الجهاز التناسلي للأنثى، مما قد يؤدي إلى انتقال الحيوانات المنوية إلى جسم المرأة. في حال حدوث التخصيب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث حمل.

 

متى يمكن استئناف الجماع بعد الولادة؟

يوصي الأطباء عادًة بالانتظار حوالي أربعة إلى ستة أسابيع بعد الولادة قبل العودة إلى العلاقة الحميمة، وذلك لمنح الجسم الوقت الكافي للتعافي. ومع ذلك، يُنصح بتجنب أي علاقة تتضمن إيلاجًا خلال الأسبوعين الأولين بعد الولادة، لأن الجسم يكون لا يزال في مرحلة الشفاء، كما أن النزيف قد يستمر خلال هذه الفترة، مما يزيد من خطر الإصابة بنزيف حاد أو التهاب في الرحم.

 

التغيرات المحتملة في الجماع بعد الولادة

  • جفاف المهبل بسبب انخفاض هرمون الإستروجين بعد الولادة.
  • ضعف ورقة أنسجة المهبل مما قد يجعلكِ أكثر حساسية أثناء العلاقة.
  • فقدان بعض مرونة المهبل بعد الولادة الطبيعية.
  • النزيف بعد الولادة قد يؤثر على توقيت العودة إلى العلاقة الحميمة.
  • الشعور بالألم في منطقة الحوض أو البطن.
  • الإحساس بالتعب والإرهاق بسبب العناية بالمولود الجديد.
  • انخفاض الرغبة الجنسية نتيجة التغيرات الهرمونية والتوتر.

 

نصائح لتخفيف الألم أثناء الجماع بعد الولادة

  • استخدام المزلقات المهبلية: لتخفيف الجفاف وجعل العلاقة أكثر راحة.
  • التواصل مع الشريك: التفاهم المتبادل يخفف التوتر ويساعد على راحة أكبر.
  • عدم التسرع: امنحي نفسكِ الوقت الكافي حتى تشعري بالراحة الجسدية والنفسية.
  • تخفيف الألم مسبقًا: أخذ حمام دافئ أو استخدام كمادات باردة عند الحاجة.
  • استشارة الطبيب: في حال استمرار الألم أو عدم الشعور بالراحة.

 

انخفاض الرغبة الجنسية بعد الولادة: الأسباب والحلول

من الطبيعي بعد الولادة أن تلاحظي تغيرًا في رغبتكِ بالعلاقة الحميمة، وهذا أمر شائع بين الأمهات، إذ يمر الجسم بتغييرات كبيرة تؤثر على حالتكِ الجسدية والنفسية. فقد تشعرين بالإرهاق الشديد نتيجة السهر والعناية المستمرة بالمولود، كما قد يؤثر تغير شكل جسمكِ على ثقتكِ بنفسكِ، مما يجعلكِ أقل ارتياحًا لفكرة العلاقة في هذه المرحلة.

 

متى يجب استشارة الطبيب بشأن العلاقة الجنسية بعد الولادة؟

في بعض الحالات، قد لا يكون الأمر مجرد إرهاق عادي بعد الولادة، بل قد يكون علامة على اكتئاب ما بعد الولادة، خاصة إذا كنتِ تعانين من حزن مستمر، فقدان الاهتمام بالأشياء التي تحبينها، شعور دائم بالتوتر، أو صعوبة في النوم والتعامل مع حياتكِ اليومية. إذا استمرت هذه المشاعر لفترة طويلة أو بدأت تؤثر على علاقتكِ بطفلكِ ومن حولكِ، فمن الأفضل التحدث مع طبيبكِ.

 

متى يمكن حدوث حمل جديد بعد الولادة؟

قد يحدث الحمل بعد الولادة أسرع مما تتوقعين، حتى إن لم تبدأ دورتكِ الشهرية بعد، لأن الإباضة تحدث قبل نزول الدورة الأولى، مما يعني أن الحمل قد يحدث دون أن تنتبهي.

وبما أن جسمكِ يحتاج إلى وقت للتعافي بعد الحمل والولادة، يُوصي الأطباء بترك فاصل زمني لا يقل عن 12 شهرًا قبل التفكير في الحمل مرة أخرى، ويفضل البعض الانتظار حتى 18 شهرًا. فالحمل المتقارب قد يزيد من خطر الولادة المبكرة واكتئاب ما بعد الولادة، مما قد يؤثر عليكِ وعلى طفلكِ.

 

في الختام، تذكّري أن العودة إلى العلاقة الحميمة بعد الولادة هي تجربة تختلف من امرأة لأخرى، ولا يوجد وقت مثالي للجميع. الأهم هو أن تستمعي لجسدكِ وتنتظري حتى تشعري بالراحة الجسدية والنفسية دون أي ضغوط. وإذا واجهتِ أي صعوبات، سواء كانت جسدية مثل الألم أو الجفاف، أو نفسية مثل قلة الرغبة أو التوتر، فمن الأفضل التحدث مع طبيبكِ للحصول على الدعم المناسب. فاهتمامكِ بنفسكِ في هذه المرحلة لا يقل أهمية عن العناية بطفلكِ، وكلما كنتِ مرتاحة وسعيدة، انعكس ذلك بشكل إيجابي على حياتكِ وعلاقتكِ.

نصائح نفاس

خلال فترة الحمل، من الطبيعي أن تشعري بالقلق تجاه العلاقة الحميمة، لكن تذكّري أن الجماع آمن في معظم الحالات ولا يشكل خطرًا على الجنين. الأهم هو الاستماع إلى جسدكِ، التواصل مع شريككِ حول احتياجاتكِ وراحتكِ، واستشارة طبيبكِ إذا كان لديكِ أي مخاوف طبية. إذا كنتِ تعانين من أي أعراض غير طبيعية مثل النزيف أو التقلصات المؤلمة، فلا تترددي في طلب المشورة الطبية لضمان حمل آمن وصحي لكِ ولجنينكِ.

الأسئلة الشائعة

متى يمكن استئناف العلاقة الحميمة بعد الولادة؟

يوصي الأطباء بالانتظار بين 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة قبل استئناف العلاقة الحميمة، وذلك لضمان تعافي الجسم وتقليل مخاطر النزيف أو العدوى.

هل جفاف المهبل بعد الولادة أمر طبيعي؟

نعم، جفاف المهبل شائع بعد الولادة بسبب انخفاض هرمون الإستروجين، خاصة إذا كنتِ ترضعين طبيعيًا. يمكن استخدام المزلقات المهبلية لتخفيف الانزعاج.

كيف يمكن تقوية عضلات قاع الحوض بعد الولادة؟

تساعد تمارين كيجل على تقوية عضلات قاع الحوض، مما يحسن التحكم في المثانة ويجعل العلاقة الحميمة أكثر راحة بعد الولادة.

هل الولادة تؤثر على الإحساس أثناء العلاقة الحميمة؟

نعم، يمكن أن تؤدي الولادة إلى تمدد عضلات المهبل، مما قد يغير الإحساس أثناء العلاقة، لكن مع مرور الوقت والقيام بتمارين الحوض، يمكن استعادة قوة العضلات.

لماذا أشعر بألم أثناء العلاقة الحميمة بعد الولادة؟

قد يكون الألم ناتجًا عن الجفاف المهبلي، ضعف عضلات الحوض، أو التئام جرح الولادة. ينصح باستخدام مزلقات طبية والقيام بتمارين كيجل، وإذا استمر الألم، يجب استشارة الطبيب.

هل يمكن أن يحدث حمل بعد الولادة قبل عودة الدورة الشهرية؟

نعم، يمكن أن يحدث حمل حتى لو لم تعد الدورة الشهرية، لأن الإباضة تحدث قبل نزول أول دورة بعد الولادة. يُنصح باستخدام وسائل منع الحمل إذا لم تكوني تخططين للحمل.

هل من الطبيعي انخفاض الرغبة الجنسية بعد الولادة؟

نعم، التغيرات الهرمونية، التعب، والتكيف مع الأمومة الجديدة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مؤقت في الرغبة الجنسية، لكنها تتحسن مع الوقت والدعم العاطفي.

متى يجب استشارة الطبيب بشأن العلاقة الحميمة بعد الولادة؟

إذا استمر الألم أثناء العلاقة، أو كان هناك نزيف شديد، أو عدم راحة مستمرة، فمن الأفضل استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات تحتاج إلى علاج.

المراجع

What You Should Know About Postpartum Sex
2022 Cleveland Clinic, N.D
Sex After Birth
2024 American Pregnancy Association, N.D