الصحة النفسية

قلة النوم لدى الأمهات الجدد: الأسباب والنصائح العلمية للتعامل معها

5 دقيقة قراءة
Sleep Deprivation in New Mothers: Causes and Evidence-Based Strategies for Management

يعد قلة النوم والأرق تحدي يواجه الكثير من الأشخاص، ولكنه يكون أشد تأثيرًا على الأمهات بعد الولادة؛ حيث تأثيره يمتد على كافة جوانب حياة الأم والطفل والعائلة من الناحية النفسية والعاطفية والجسدية، في هذا المقال سنتناول كيفية التغلب على تحديات ومشاكل النوم بعد الولادة.

 

ما الذي يسبب قلة النوم للأمهات الجدد؟

تُعد قلة النوم من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم، إلا أن تأثيرها يكون مضاعفًا على الأمهات الجدد. ويُقصد بقلة النوم الحرمان من الحصول على عدد ساعات كافية من النوم العميق والمريح بشكل منتظم، مما ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والجسدية. هناك عدة أسباب تؤدي إلى اضطرابات النوم بعد الولادة، من أبرزها التغيرات الهرمونية، والقلق بشأن صحة الطفل، إلى جانب التغير المفاجئ في نمط الحياة. كما أن طبيعة نوم الرضيع نفسها تسهم بشكل كبير في ذلك، إذ تكون أنماط النوم لدى الأطفال حديثي الولادة غير منتظمة، مع فترات نوم قصيرة ومتقطعة تستمر حتى عدة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، تمر الرضاعة بطفرات نمو طبيعية قد تزيد من استيقاظ الطفل ليلًا، مما يضاعف من معاناة الأم مع قلة النوم والإرهاق المستمر.

 

تأثير قلة النوم على الأمهات الجدد

يمكن أن يؤثر الحرمان من النوم على الأمهات الجدد بطرق متعددة تشمل الجوانب النفسية والجسدية والعاطفية، ومن أبرز هذه التأثيرات:

  • زيادة العصبية: في ظروف قلة النوم قد تصبحين أكثر عصبية وانفعالًا، ومن الممكن أن يكون أسلوبك في التعامل مع الأشخاص من حولك اندفاعيًا وهجوميًا دون أن تشعري بذلك.
  • مواجهة التحديات النفسية: تزيد مخاطر إصابتك بالاكتئاب والقلق والتقلبات المزاجية بسبب قلة النوم.
  • التعرض للحوادث والإصابات: دون نوم تزيد مخاطر التعرض للحوادث والإصابات مثل السقوط وحوادث السيارات والدوخة.
  • ضعف المناعة: الحرمان من النوم يؤثر بشكل مباشر على المناعة وأداء الجهاز المناعي، وبالتالي تزيد مخاطر إصابتك بالأمراض والفيروسات مثل نزلات البرد.
  • زيادة في الوزن: أحيانًا الحرمان من النوم يُسبب اختلال في توازن الهرمونات وعمليات الأيض في الجسم، مما يؤثر بشكل مباشر على الوزن.
  • زيادة النسيان: تصبح الذاكرة ضعيفة بسبب قلة النوم إلى جانب قلة التركيز.

 

لا تقتصر آثار قلة النوم على الأعراض الجسدية فقط، بل تمتد لتؤثر على الصحة النفسية والمزاج بشكل واضح، خاصة عند رعاية مولود جديد. تشمل هذه التأثيرات:

  • ارتفاع مستويات هرمونات التوتر بسبب قلة النوم، مما يضعف القدرة على التفكير وتنظيم المشاعر.
  • نفاد الطاقة تدريجيًا، مما يزيد من سرعة الانفعال والتهيج، وقد يتطور إلى مشاعر الإحباط إذا لم يتم التعامل معه.
  • زيادة خطر الإصابة باضطرابات القلق أو الاكتئاب بسبب الاستمرار في قلة النوم والتعب المزمن.

 

أظهرت الدراسات أن النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة (PPD) ينامن أقل بـ 80 دقيقة تقريبًا كل ليلة مقارنة بالنساء غير المصابات، مما يوضح العلاقة الوثيقة بين قلة النوم وتطور الأعراض النفسية بعد الولادة.

حسب أحد الدراسات مدة النوم والرضا انخفضت بشكل كبير لكل من الأمهات والآباء في الأشهر الثلاثة الأولى بعد ولادة الطفل

 

هل قلة النوم عند الأمهات الجدد تُسبب الاكتئاب؟

تُعد قلة النوم أحد العوامل المؤثرة بشكل مباشر على الحالة النفسية للأمهات الجدد، وقد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. تشير مراجعة علمية أُجريت في دول الشرق الأوسط إلى أن معدل انتشار اكتئاب ما بعد الولادة يبلغ حوالي 27%، وهو معدل مرتفع يرتبط بمجموعة من العوامل، من بينها اضطرابات النوم المزمنة.

 

وتزداد احتمالية الإصابة بالاكتئاب لدى الأمهات اللواتي لديهن تاريخ سابق من الاكتئاب أو يعانين من قلة الدعم الاجتماعي، خاصة مع استمرار الحرمان من النوم خلال الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الولادة. فيما يلي بعض النقاط التي توضح العلاقة بين قلة النوم واكتئاب ما بعد الولادة:

  • يبدأ الاكتئاب عادةً خلال الحمل أو الأسابيع الأولى بعد الولادة، وغالبًا ما يتفاقم بسبب اضطراب نمط النوم.
  • قلة النوم ترفع مستويات التوتر وتضعف القدرة على التفكير السليم وتنظيم المشاعر.
  • استمرار قلة النوم يؤدي إلى الإرهاق الذهني والجسدي، مما يساهم في ظهور أعراض القلق والإحباط.

 

علاج اكتئاب ما بعد الولادة يعتمد بشكل أساسي على العلاج النفسي، وأحيانًا تُستخدم الأدوية، إلى جانب أهمية تحسين جودة النوم.

تساهم التغيرات البسيطة في نمط الحياة، مثل الحصول على قسط كافٍ من الراحة وممارسة الرياضة، في التخفيف من حدة الأعراض المرتبطة بالاكتئاب الناتج عن قلة النوم.

 

نصائح للأمهات الجدد للتعامل مع قلة النوم

  • نامي لساعات أطول خلال عطلة نهاية الأسبوع أو أثناء النهار لتعويض النوم المفقود.
  • تناوبي في رعاية الطفل أثناء الليل مع الشريك أو مقدمي الرعاية لتخفيف الإرهاق.
  • حافظي على نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة وتناول الطعام المتوازن لدعم جسمك ونشاطك.
  • نامي عندما ينام طفلك، حتى لو شعرتِ برغبة في استغلال الوقت لإنجاز الأعمال المنزلية. في بعض الأحيان، تكون الراحة أهم من أداء المهام.
  • قولي "لا" عند الشعور بالإرهاق، ولا تترددي في رفض المناسبات الاجتماعية أو أي التزامات إضافية تستهلك طاقتك.
  • اخرجي من المنزل بانتظام، مارسي نشاطات تحبينها، أو التقي بأشخاص مقربين لدعم حالتك النفسية.
  • تقبلي أن الاستيقاظ المتكرر وقلة النوم في الأشهر الأولى أمر طبيعي، ولا يدوم إلى الأبد. فمع مرور الوقت، يبدأ معظم الأطفال بالنوم لفترات أطول، وستلاحظين تحسنًا تدريجيًا في روتين نومك ونوم طفلك معًا.
  • احرصي على تهيئة بيئة نوم مريحة: اهتمي بجعل غرفة نومك مهيأة للاسترخاء من حيث الإضاءة والهدوء، وعند الحاجة، لا تترددي في النوم في غرفة منفصلة للحصول على قسط كافٍ من الراحة، بينما يعتني الشريك بالطفل مؤقتًا مع إمكانية إحضار الرضيع إليك للرضاعة وإعادته للنوم. كذلك، نظمي أوقات الراحة خلال اليوم، وإذا كنتِ تخشين النوم لفترات طويلة، يمكنك ضبط منبه ليمنحك شعورًا بالاطمئنان والراحة أثناء النوم.

 

نصيحة عرب ثيرابي

الشعور بالتعب والإرهاق بعد الولادة والحرمان من النوم يعتبر أمرًا طبيعيًا، ولكن عندما يبدأ في التأثير على مزاجك وحياتك اليومية عندها عليك الحصول على الدعم النفسي المناسب؛ لحماية نفسك وعائلتك من مخاطر الاضطرابات النفسية.

نصائح نفاس

لا تهملي نومكِ خلال فترة النفاس، فالنوم الجيد ليس رفاهية بل ضرورة لتعافي جسدكِ واستقراركِ النفسي. نامي عندما ينام طفلكِ، حتى لو كانت هناك مهام مؤجلة. الأولوية لصحتكِ، فالأم المرتاحة قادرة على منح طفلها الحب والرعاية بثبات وطمأنينة.

الأسئلة الشائعة

هل من الطبيعي أن أعاني من قلة النوم بعد الولادة؟

نعم، من الطبيعي جدًا أن تواجه الأمهات الجدد صعوبة في النوم، خاصة خلال الأشهر الأولى، بسبب استيقاظ الطفل المتكرر والتغيرات الهرمونية.

ما الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات النوم بعد الولادة؟

تشمل الأسباب الرئيسية التغيرات الهرمونية، قلق الأم على صحة الطفل، نمط نوم الرضيع غير المنتظم، وطفرات النمو التي تزيد من استيقاظ الطفل ليلًا.

هل قلة النوم تؤثر على صحتي النفسية؟

نعم، قلة النوم قد تؤدي إلى تقلبات مزاجية، ارتفاع التوتر، ونقص الطاقة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالقلق أو اكتئاب ما بعد الولادة.

ما العلاقة بين قلة النوم واكتئاب ما بعد الولادة؟

قلة النوم ترفع مستويات التوتر وتضعف القدرة على تنظيم المشاعر، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة إذا استمر الحرمان من النوم لأسابيع أو أشهر.

كيف يمكنني التخفيف من تأثير قلة النوم؟

نامي عندما ينام طفلك، واطلبي المساعدة من الشريك أو المقربين، وركزي على الراحة بدلًا من إنجاز المهام غير الضرورية.

هل يمكن أن يؤثر الأرق على مناعتي وصحتي الجسدية؟

نعم، الحرمان من النوم يضعف المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى، كما يمكن أن يؤثر على التركيز والوزن والذاكرة.

هل يؤثر التعب النفسي الناتج عن قلة النوم على علاقتي بطفلي؟

قد يؤثر على تفاعلك العاطفي مع طفلك، لذلك من المهم الاعتناء بنفسك والنوم قدر المستطاع لدعم صحتك النفسية.

هل عليّ القلق إذا استمر الأرق لعدة أشهر؟

إذا استمر الأرق وبدأ يؤثر على حياتك اليومية أو مشاعرك، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص أو الحصول على دعم نفسي.

هل يمكنني أخذ قيلولات أثناء النهار؟

بالتأكيد، القيلولات القصيرة خلال النهار تساعد في تعويض النوم المفقود وتخفيف التعب.

متى يبدأ نوم الطفل بالانتظام؟

معظم الأطفال يبدأون في النوم لفترات أطول خلال الليل بين عمر 3 إلى 6 أشهر، وستلاحظين تحسنًا تدريجيًا في نومك أيضًا.