اشتهاء الطعام أثناء الحمل: الخرافات والحقائق
خلال الحمل، تمر المرأة بتغيرات جسدية وهرمونية تؤثر على حواسها، مما قد يجعل بعض الأطعمة تبدو أكثر جاذبية، في حين أن أطعمة أخرى قد تصبح غير مستساغة تمامًا. بعض النساء يشتهين أطعمة شائعة مثل الفواكه أو الأطعمة المالحة، بينما قد يجد البعض الآخر أنفسهن يجربن مزيجًا غير متوقع من النكهات. ورغم أن اشتهاء الطعام أمر طبيعي، إلا أنه قد يثير التساؤلات حول أسبابه، ومدى ارتباطه بجنس الجنين. في هذا المقال، سنتناول أبرز المعلومات حول الوحام، الخرافات الشائعة المرتبطة به، وأغرب الأطعمة التي اشتهتها النساء خلال حملهن.
ما هو اشتهاء الطعام؟
اشتهاء الطعام أو ما يعرف بالوحام هو الرغبة الشديدة في تناول طعام معين، ولا ترتبط الرغبة بالضرورة بالجوع، وقد يكون من الصعب جداً مقاومتها. غالباً ما تكون أنواع الطعام التي تشتهيها الحامل هي أطعمة غنية بالكربوهيدرات والبروتين، ومن أصناف الطعام الشائعة التي تشتهيها الحوامل:
- البسكويت.
- الموز.
- المكسرات.
- المخللات.
- الآيس كريم.
- البطاطس.
قد يشمل اشتهاء الطعام أحيانا مزيج من أصناف طعام غير معتادة أو حتى أطعمة لم تكن الحامل تحبها قبل الحمل.
لِمَ يحصل اشتهاء الطعام أثناء الحمل؟
إن سبب اشتهاء الطعام أثناء الحمل غير معلوم، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام قد تكون مرتبطة بنقص العناصر الغذائية، فعلى سبيل المثال، قد تشتهين أثناء الحمل البرتقال للحصول على المزيد من فيتامين (ج)، والحليب للحصول على المزيد من الكالسيوم، وبالرغم من ذلك فإن هذا الرابط ليس ثابتاً في جميع الدراسات. قد ترتبط أيضاً الرغبة في اشتهاء أنواع محددة من الطعام بتأثيرات هرمونات الحمل، حيث يمكن للهرمونات تغيير طعم بعض الأطعمة ورائحتها.
هل اشتهاء الطعام وتناوله مضر بالحامل أو الطفل؟
تمتلك الحوامل اللواتي يعانين من اشتهاء الطعام طاقة أعلى قليلًا مقارنة بمن لا يعانين من هذه الرغبة الشديدة. ومع ذلك، فإن اشتهاء أصناف معينة من الطعام لا يؤثر بالضرورة على:
- جودة النظام الغذائي، إلا إذا كان الوحام مستمرًا على أطعمة غير صحية، مثل الأطعمة الغنية بالسكريات أو الدهون، مما قد يؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية.
- تغيرات في حجم الجسم.
- تغيرات في وزن الجسم.
- تطور مضاعفات الحمل، مثل سكري الحمل.
ولا يبدو أيضا أن الاشتهاء مرتبط في:
- حجم الطفل عند الولادة.
- سلوكيات طفلك.
- ذوق الطفل للطعام.
وبهذا يمكن القول إن اشتهاء الطعام أثناء الحمل ليس له تأثير يُذكر على صحة الحامل أو الطفل، ولكن لا بد من الحرص في فترة الحمل على الاستمرار في تناول مجموعة متنوعة وصحية من الطعام.
هل يؤثر الوحام على جنس الجنين؟
تنتشر العديد من المعتقدات حول وجود علاقة بين الوحام وجنس الجنين، لكن لا يوجد أي دليل علمي يؤكد صحة هذه الادعاءات. في الواقع، جنس الجنين يتحدد بالكروموسومات الوراثية منذ لحظة الإخصاب، وتكون فرصة الحمل بولد أو بنت متساوية تمامًا بنسبة 50% لكل منهما.
معتقدات خاطئة حول الوحام وجنس الجنين
الوحام المرتبط بالحمل بولد – اعتقادات شائعة بدون دليل علمي
يعتقد البعض أن المرأة الحامل بولد قد تشتهي بعض الأطعمة أو تلاحظ تغييرات معينة في شكلها، ومن هذه المعتقدات الشائعة:
- الرغبة في تناول الأطعمة المالحة مثل المخللات ورقائق البطاطس.
- اكتساب البشرة مظهرًا أكثر إشراقًا ونضارة خلال الحمل.
- زيادة كثافة الشعر وطوله بشكل ملحوظ مقارنة بما كان عليه قبل الحمل.
الوحام المرتبط بالحمل ببنت – معتقدات خاطئة لا تستند إلى دليل علمي
وفقًا لبعض العادات القديمة، يُقال إن المرأة الحامل ببنت قد تشعر برغبة في تناول بعض الأطعمة، أو تظهر عليها علامات جسدية مثل:
- اشتهاء الحلويات والشوكولاتة.
- ظهور حب الشباب على الوجه.
- ضعف الشعر وزيادة تقصفه.
رغم انتشار هذه المعتقدات، إلا أن العلم يؤكد أنه لا يوجد أي ارتباط بين الوحام وجنس الجنين. فالوحام يظهر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويختفي مع مرور الوقت، بغض النظر عن كون الجنين ذكرًا أو أنثى. وأفضل طريقة مؤكدة لمعرفة جنس الجنين هي الفحوصات الطبية الحديثة مثل الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، والتي تعطي نتائج دقيقة بعد الأسبوع الـ 16 إلى الـ 20 من الحمل.
اضطراب بيكا أثناء الحمل (Pica Disorder in Pregnancy)
من الطبيعي أن تشتهي المرأة الحامل بعض الأطعمة الغريبة، ولكن في بعض الحالات، قد يتطور الوحام إلى اشتهاء مواد غير غذائية فيما يُعرف بـ اضطراب بيكا (Pica Disorder) أو شهوة الغرائب. في هذه الحالة، تشعر الحامل برغبة ملحة في تناول أشياء غير صالحة للأكل مثل الثلج، الصابون، الطباشير، الرمل، أو الفحم. قد لا يكون هذا الاضطراب خطيرًا إذا لم يتم تناول مواد ضارة، لكن في بعض الحالات قد يؤدي إلى مشاكل صحية للأم والجنين، لذا من الضروري عدم تجاهله واستشارة الطبيب عند الشعور بهذه الرغبة.
يتم تشخيص اضطراب بيكا عندما تستمر هذه الرغبة لمدة شهر على الأقل، وتشمل تناول أشياء مثل:
- الثلج
- الصابون
- الطباشير
- الرمل
- الفحم
- رماد السجائر
لماذا يحدث اضطراب بيكا أثناء الحمل؟
لا يوجد سبب مؤكد، ولكن هناك بعض التفسيرات المحتملة، منها:
- نقص الحديد (Iron Deficiency) أو عناصر غذائية أخرى، مما يجعل الجسم يبحث عن مصادر غير تقليدية لتعويض هذا النقص.
- عوامل نفسية أو سلوكية، مثل القلق أو التوتر.
كيف يمكنكِ التعامل مع هذا الاضطراب؟
- التواصل مع الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات المطلوبة.
- متابعة نسبة الحديد والفيتامينات في الجسم بانتظام.
- إيجاد بدائل مناسبة، مثل مضغ العلكة الخالية من السكر، لتخفيف الرغبة في تناول المواد غير الغذائية.
- اللجوء إلى دعم العائلة أو الأصدقاء للمساعدة في تجاوز هذه الرغبة وتجنب تناول المواد غير الغذائية.
قصص عن اشتهاء أنواع غريبة من الطعام أثناء الحمل:
قد يكون الوحام تجربة غريبة وغير متوقعة، حيث تجد بعض النساء أنفسهن يشتهين أطعمة لم يكنّ يتناولنها من قبل، بينما تجمع أخريات بين نكهات غير مألوفة. إليكِ بعض القصص عن وحام غريب عاشته بعض الحوامل:
- كانت إحدى الحوامل تشتهي البطاطا المهروسة مع الجبنة، إلى جانب كل ما له طعم حامض مثل الليمون.
- اعتادت إحدى النساء على تناول الآيس كريم مع البطاطا المقلية، حيث شعرت أن المزيج بين الحلو والمالح كان مثالياً بالنسبة لها.
- رغم أنها لم تكن تتحمل الأطعمة الحارة سابقًا، إلا أنها خلال الحمل أصبحت تضيف الفلفل الحار والشطة إلى كل شيء، حتى على الحمص واللبنة.
- لم تستطع إحدى الحوامل تناول التفاح إلا إذا كان شديد البرودة، وكانت تضعه في الثلاجة لساعات قبل أن تأكله.
- كانت هناك امرأة تضع العسل على كل شيء تقريبًا، من الخبز إلى المكسرات والفواكه، حتى أنها اعتادت على غمس المعجنات في العسل قبل تناوله.
- لم تستطع إحدى الحوامل التوقف عن تناول الرمان يوميًا، وكان بمثابة الوجبة الأساسية لها طوال الحمل.
- كانت إحدى النساء تشتهي الأطعمة التي تحتوي على الطماطم، مثل الكاتشب وصلصة المعكرونة، وكانت تضيف الطماطم إلى كل وجبة تقريبًا.
في الختام، يُعد اشتهاء الطعام أثناء الحمل تجربة شائعة ومميزة تمر بها معظم النساء، وقد تختلف من امرأة لأخرى حسب الحالة النفسية والهرمونية والتغذوية. لا توجد أدلة علمية تؤكد ارتباط الوحام بجنس الجنين، كما أن الرغبة في تناول أطعمة غير معتادة لا تستدعي القلق إلا إذا شملت مواد غير صالحة للأكل. لذا، من المهم أن تحافظي على توازنك الغذائي، وتستشيري الطبيب عند الحاجة، لضمان حمل صحي وسليم لكِ ولطفلكِ.
نصائح نفاس
اشتهاء الطعام خلال الحمل أمر شائع، لكنه لا يدل على نوع الجنين. احرصي على اختيار أطعمة مغذية، وراقبي رغباتك، خاصة إذا كانت تتعلق بمواد غير غذائية. تواصلي مع طبيبك عند ظهور أي اشتهاء غريب أو مستمر لضمان صحتك وسلامة جنينك.
الأسئلة الشائعة
ما هو الوحام ولماذا يحدث أثناء الحمل؟
الوحام هو رغبة شديدة في تناول أطعمة معينة أثناء الحمل. يُعتقد أن السبب مرتبط بتغيرات هرمونية ونقص بعض العناصر الغذائية، لكنه لا يزال غير مفهوم بالكامل علميًا.
هل يدل نوع الطعام المشتهى على جنس الجنين؟
لا، لا توجد أي أدلة علمية تثبت ارتباط نوع الوحام بجنس الجنين. المعتقدات الشعبية مثل اشتهاء المالح يدل على ولد، والحلو على بنت، لا أساس علمي لها.
هل الوحام يؤثر على صحة الجنين؟
بشكل عام، لا يؤثر الوحام على صحة الجنين إذا تم تناول الأطعمة بشكل معتدل ومتوازن. ولكن الإفراط في تناول أطعمة غير صحية قد يؤدي لنقص في عناصر غذائية مهمة.
ما هي أغرب أنواع الوحام التي قد تواجهها الحوامل؟
قد تشتهي بعض الحوامل خلطات غير معتادة مثل الآيس كريم مع البطاطس أو تناول الفلفل الحار بكثرة. وفي حالات نادرة، قد يشتهين مواد غير غذائية مثل الطباشير أو الثلج.
ما هو اضطراب بيكا خلال الحمل وهل هو خطير؟
بيكا هو اضطراب يتمثل في اشتهاء مواد غير غذائية مثل الرمل أو الفحم. قد يكون مرتبطًا بنقص الحديد أو التوتر، ويُنصح بمراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت هذه الحالة.
كيف يمكن التعامل مع الرغبة الشديدة في تناول أطعمة غير صحية؟
يمكن استبدال الأطعمة غير الصحية بخيارات أكثر فائدة، مثل اختيار الفواكه بدلًا من الحلويات المصنعة، أو المكسرات بدلًا من الشيبس. وشرب الماء يساعد أيضًا على كبح بعض الرغبات.
هل يمكن أن يسبب الوحام زيادة في الوزن؟
نعم، إذا تم الاستجابة للوحام بكثرة دون توازن، قد يؤدي ذلك إلى زيادة غير صحية في الوزن. لذا من المهم مراقبة النظام الغذائي بالتنسيق مع الطبيب.
متى يجب مراجعة الطبيب بشأن الوحام؟
إذا كنتِ تشتهين مواد غير صالحة للأكل، أو إذا كان الوحام يؤثر على صحتك العامة أو يسبب لكِ مشكلات غذائية، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لتقييم الحالة.