مراحل دم النفاس: متى تعود الدورة الشهرية بعد الولادة؟

اكتشفي كل ما تحتاجين معرفته عن دم النفاس بعد الولادة، متى يتوقف، ومتى تعود الدورة الشهرية، وتأثير الرضاعة الطبيعية عليها، والفرق بين النزيف الطبيعي وغير الطبيعي.

النِفاس ( ما بعد الولادة)

نفاس

2/19/2025

تعاني المرأة بعد الولادة من نزيف طبيعي يستمر لمدة 6-8 أسابيع، سواء كانت الولادة طبيعية أم قيصرية، ويُعرف هذا النزيف باسم دم النفاس، لكنه لا يُعتبر دورة شهرية. خلال هذه الفترة، يقوم الجسم بالتخلص من الدم والأنسجة المتبقية من بطانة الرحم بعد الحمل، وهو ما يختلف تمامًا عن نزيف الدورة الشهرية.

في هذا المقال، سنتناول مراحل دم النفاس والتغيرات التي تطرأ عليه، بالإضافة إلى متى وكيف تعود الدورة الشهرية بعد الولادة، وتأثير الرضاعة الطبيعية على انتظامها. كما سنوضح الفرق بين النزيف الطبيعي والنزيف غير الطبيعي بعد الولادة، والعلامات التي تستدعي استشارة الطبيب لضمان سلامة الأم.

مراحل نزيف ما بعد الولادة: ما هي التغيرات الطبيعية؟

يمر دم النفاس بعد الولادة بعدة مراحل، حيث يتغير لونه وكميته تدريجيًا مع تعافي الجسم. يختلف مسار النزيف من امرأة لأخرى، لكن هناك نمطًا عامًّا يمكن ملاحظته خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة. إليكِ ما يمكن توقعه في كل مرحلة:

منذ الولادة حتى 10 أيام بعد الولادة

بعد الولادة مباشرة، يكون النزيف شديدًا ولونه أحمر فاتح أو غامق، ثم يبدأ بالتناقص تدريجيًا. بحلول اليوم السابع إلى العاشر تقريبًا، تلاحظ السيدة تغير لون الهلابة (الإفرازات المهبلية بعد الولادة) من الأحمر الفاتح إلى البني المحمر الغامق. قد تلاحظ أيضًا بعض الكتل الصغيرة، مما يستدعي تغيير الفوط الصحية المخصصة لما بعد الولادة كل بضع ساعات.

بعد 4 أسابيع من الولادة

بحلول الأسبوع الرابع، من المحتمل أن يخف النزيف. في هذه المرحلة، لن يكون لونه أحمر ساطعًا، بل سيكون لونه ورديًا فاتحًا. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون عدد الفوط الصحية المخصصة لما بعد الولادة التي تستخدمينها قد أصبح أقل، وقد تتمكنين من الانتقال إلى الفوط الصحية العادية.

بعد 6 أسابيع من الولادة

بالنسبة لمعظم الأمهات، سيكون الدم المتدفق قد تباطأ بشكل كبير بحلول الأسبوع السادس، ويجب أن يصبح الآن عبارة عن إفرازات صفراء أو بيضاء اللون، وليس دمًا. بالرغم من ذلك، قد يستمر بعض الأشخاص في الشعور بكميات صغيرة من النزيف الخفيف أو البقع لمدة تصل إلى عشرة أسابيع بعد الولادة.



عودة الدورة الشهرية بعد الولادة: متى يمكن توقعها؟

تعتمد عودة الدورة الشهرية بعد الولادة على طريقة الرضاعة. فالأم التي ترضع رضاعة طبيعية كاملة قد لا تعود لها الدورة إلا بعد التوقف عن الرضاعة، أو إذا قلّلت من انتظامها، خاصة عند تقليل عدد الرضعات الليلية. أما الأمهات اللواتي يستخدمن الرضاعة الصناعية بالكامل أو يمزجن بين الرضاعة الطبيعية والصناعية، فقد تلاحظن عودة الدورة الشهرية خلال أربعة إلى خمسة أسابيع بعد الولادة. ومع ذلك، فإن غياب الدورة الشهرية، خاصة لدى الأمهات اللواتي يعتمدن على الرضاعة الصناعية أو المختلطة، لا يعني بالضرورة عدم حدوث الإباضة، مما يعني أن هناك احتمالًا للحمل حتى دون نزول الدورة.

يمكن أن يستمر النزيف الخفيف عادًة لمدة شهر أو أكثر. وبالمناسبة، الأمهات اللاتي يلدن بعملية قيصرية قد يكون دم النفاس بالنسبة لهن أقل مقارنة بالنساء اللاتي يلدن ولادة طبيعية.


تأثير الرضاعة الطبيعية على تأخر الدورة الشهرية

تتأخر عودة الدورة الشهرية للمرضعات مقارنة بغيرهن بسبب تأثير هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية:Prolactin). يلعب هذا الهرمون دورًا رئيسيًا في تحفيز إنتاج الحليب في الثديين، ويثبط إفراز الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجستيرون.

عندما ترتفع مستويات البرولاكتين بسبب الرضاعة الطبيعية، فإنها تؤثر على نظام الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية. تمنع هذه التأثيرات الهرمونية إطلاق البويضات من المبيضين، مما يمنع حدوث الإباضة اللازمة لحدوث الدورة الشهرية. بالتالي، مع عدم حدوث الإباضة، لا تحدث الدورة الشهرية.


خصائص الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة

تستمر الإفرازات بعد الولادة وتباطؤ معدل نزول دم النفاس، سيستمر الجسم في إفراز الهلابة، وهي الإفرازات المهبلية الناتجة عن تطهير الرحم، وقد تكون بيضاء أو صفراء أو مخلوطة ببعض الدم. إذا توقفت الهلابة عن الظهور لعدة أيام، ثم بدأ النزيف مجددًا، فتكون هذه غالبًا الدورة الشهرية، من الممكن أن تكون الدورة الأولى مختلفة عمّا كانت عليه قبل الحمل، فقد تصبح أثقل من المعتاد، أو قد تلاحظين تغيرًا في شدة التقلصات، وللتأكد من ذلك يمكن التحقق من العلامات الآتية:

يكون لون الدم أحمر فاقع.

تزداد الإفرازات الدموية مع الحركة.

تكون الرائحة غير مرغوبة بعض الشيء.


عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الولادة: هل هو طبيعي؟

أن تكون الدورة الشهرية غير منتظمة بعد الولادة أمرًا طبيعيًا. لا توجد ضمانات عندما يتعلق الأمر بالدورة الشهرية بعد الولادة . يمكن أن تبدأ دورتك الشهرية بعد يومين إلى سبعة أيام من النزيف، ويتكرر كل 28 يومًا في المتوسط.

تختلف الدورة الشهرية بعد الولادة، مما يعني أن طول الدورة أو مدتها قد يتغيران عن المعتاد وقد تلعب الرضاعة الطبيعية دورًا في ذلك؛ حتى إذا عادت دورتك الشهرية، فقد تظل غير منتظمة بسبب استمرار الرضاعة.

يفترض مع مرور الوقت، أن تعود الدورة إلى حالتها الطبيعية السابقة. ومع ذلك، إذا انقطعت الدورة الشهرية لعدة أشهر أو كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن صحتك بعد الولادة، من الأفضل استشارة طبيبك.

تمييز النزيف الطبيعي عن النزيف غير الطبيعي بعد الولادة

تشير الأبحاث أن حوالي ثلاثة إلى خمسة في المئة من الأمهات يتعرضن لنزيف ما بعد الولادة.

يحدث هذا عندما تفقدين أكثر من نصف لتر من الدم خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد الولادة. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تعرفي أن النزيف يمكن أن يحدث في أي وقت خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة.

عندما يتعلق الأمر بنزيف ما بعد الولادة أو المستويات غير الطبيعية للنزيف، والذي يعني أنه نزيف حاد ، فإن العلامات الرئيسية التي يجب الانتباه إليها تشمل:

نزيف حاد لا يتباطأ أو يتوقف، مثل تغيير الفوطة الصحية أكثر من مرة في الساعة الواحدة لعدة ساعات متتالية.

خروج كتل دموية كبيرة الحجم مع الدم.

الإحساس برؤية ضبابية.

الشعور بالقشعريرة.

ملاحظة جلد رطب، يعني أن مظهر الجلد يصبح مبتلًا أو رطبًا رغم عدم وجود سبب واضح.

تسارع ضربات القلب.

الشعور بالدوخة أو الإغماء أو الارتباك.

الشعور بالغثيان.

إذا لاحظت أيًا من هذه العلامات، فمن الضروري استشارة طبيبك للتأكد من أنها طبيعية أم تحتاج إلى تدخل علاجي. إذا تُركت دون علاج، يمكن أن يكون نزيف ما بعد الولادة مهددًا للحياة. لذلك، من الأفضل الاتصال بطبيبك والتصرف بأسرع وقت ممكن.

نصيحة نِفاس

عزيزتي الأم، لا تقلقي إذا استمر نزيف ما بعد الولادة لفترة أطول مما توقعتِ، فهذا جزء طبيعي من عملية التعافي. لكن تذكري دائمًا أن تراقبي لون وكثافة النزيف. إذا لاحظتِ نزيفًا حادًا لا يتباطأ، أو خروج كتل دموية كبيرة، أو شعرتِ بالدوخة والإرهاق الشديد، فلا تترددي في استشارة طبيبك فورًا. صحتكِ أهم، واهتمامكِ بنفسكِ يضمن لكِ العافية لرعاية صغيركِ بكل حب.

الأسئلة الشائعة