
مراحل الحمل في الثلث الثاني: نصائح ومعلومات هامة للأم الحامل
تعرفي على تفاصيل الثلث الثاني من الحمل: بداية حركة الجنين، التغيرات الجسدية والنفسية، ونصائح طبية هامة لضمان صحتك وصحة جنينك.
الحمل
نفاس
2/13/2025


يُعد الحمل من أكثر الفترات أهمية في حياة المرأة، حيث يشهد جسدها العديد من التغيرات الجسدية والنفسية لدعم نمو الجنين. تختلف هذه التغيرات باختلاف مراحل الحمل الثلاث، والتي تبدأ بالثلث الأول، مرورًا بالثلث الثاني، والذي يبدأ من الأسبوع الرابع عشر حتى السابع والعشرين، ويعتبر فترة مهمة تترافق مع تغيرات هامة في صحة الأم ونمو الجنين، وتتميز هذه المرحلة بوضوح نمو الجنين والتغيرات الملحوظة، وتزداد المسؤولية في الحفاظ على صحة الأم والجنين، وينتهي الحمل بالثلث الأخير ومن ثم الولادة.
في هذا المقال، سيتم التطرق إلى التغيرات التي تحدث خلال الثلث الثاني من الحمل، بدءًا من النمو السريع للجنين وصولًا إلى التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها الحامل.
تعرفي على الثلث الثاني من الحمل: من الأسبوع 14 إلى الأسبوع 27
يمتد الثلث الثاني من الحمل، الذي يُعد المرحلة الوسطى، من الأسبوع الرابع عشر حتى نهاية الأسبوع السابع والعشرين. يشهد جسم المرأة خلال هذه الفترة تغيرات ملحوظة، حيث يتزايد بروز البطن بشكل واضح، ويزداد الشعور بالحمل. تبدأ العديد من الأعراض المزعجة التي صاحبت الثلث الأول، مثل الغثيان الصباحي والإرهاق، في التلاشي تدريجيًا، مما يمنح الحامل شعورًا بالراحة.
تشهد هذه المرحلة زيادة في مستويات الطاقة لدى العديد من النساء، ويبدأ الإحساس بحركة الجنين، مما يعزز الترابط العاطفي مع الجنين، كما ينحسر القلق والتوتر اللذان قد ميّزا الثلث الأول من الحمل، مما يتيح للحامل الاستمتاع بفترة حملها بشكل أفضل. ويختلف الثلث الثاني من الحمل من امرأة لأخرى؛ فقد يستمر البعض في مواجهة أعراض مثل الغثيان رغم تقدم الحمل. ومع ذلك، يعتبر هذا الثلث مرحلة محورية ومريحة نسبيًا مقارنة بالثلث الأول، حيث تتيح هذه الفترة للمرأة التكيف مع الحمل والاستعداد للفترة القادمة من تطور الجنين.
أهم التغيرات الجسدية للأم في الثلث الثاني من الحمل
يشهد الثلث الثاني من الحمل تطورات هامة تؤثر على مختلف نواحي حياة المرأة، بما في ذلك التغيرات الجسدية، ما يستلزم دعمًا ملائمًا لمواكبة هذه المرحلة، ومن هذه التغيرات:
الشعور بالجوع وزيادة الوزن في الثلث الثاني: كيف تتعاملين؟
يزداد الشعور بالجوع بشكل ملحوظ خلال الثلث الثاني من الحمل، حيث تبدأ الشهية في الازدياد مع تلاشي الغثيان الصباحي الذي يميز الثلث الأول. يعود الجسم إلى احتياجاته الغذائية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بوتيرة تتراوح بين نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام واحد أسبوعيًا. من المهم الانتباه إلى تناول وجبات متوازنة تشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية لدعم نمو الجنين وضمان صحة الأم. تُنصح الحوامل بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة.
متى تبدأ حركة الجنين في الثلث الثاني وماذا تعني؟
تُعد بداية الشعور بحركة الجنين من أبرز أحداث الثلث الثاني من الحمل، حيث تبدأ الحامل في الشعور بحركة الجنين لأول مرة حول الأسبوع العشرين. تمنح هذه اللحظات الحامل شعورًا قويًا بالارتباط بطفلها المنتظر. تتراوح هذه الحركات بين نبضات خفيفة أو حركات واضحة، وتزداد قوتها وتكرارها مع تقدم الحمل، وتشكل هذه الحركة علامة إيجابية على صحة الجنين وتطوره.
التغيرات الجلدية وتوسع الرحم في الثلث الثاني من الحمل
يستمر الرحم في التوسع مع نمو الجنين، ليصل إلى مستوى السرة بحلول الأسبوع العشرين تقريبًا، مما يجعل بروز البطن أكثر وضوحًا. مع تمدد الجلد لاستيعاب هذا النمو، قد تشعر الحامل بحكة في منطقة البطن نتيجة تمدد الأنسجة الجلدية. كما قد تعاني من آلام خفيفة في الجانبين بسبب تمدد الأربطة التي تدعم الرحم. يُنصح باستخدام مرطبات الجلد لتخفيف الحكة والحفاظ على مرونة الجلد.
مشاكل الأنف واللثة خلال الثلث الثاني: أسباب وحلول
تؤدي الزيادة في مستويات الهرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون، إلى تأثيرات على الأغشية المخاطية في الجسم. قد تتورم الأغشية المخاطية في الأنف، مما يؤدي إلى احتقان الأنف وزيادة احتمالية حدوث نزيف الأنف. كما تتأثر اللثة بنفس الطريقة، بحيث تصبح أكثر حساسية وتتعرض للنزيف بسهولة عند تنظيف الأسنان. يمكن التخفيف من هذه الأعراض باستخدام فرشاة أسنان ناعمة، والاعتناء بصحة الفم بشكل منتظم، واستخدام مرطبات الأنف مثل البخاخات الملحية أو المراهم المرطبة أو أجهزة البخار. كما يُنصح بتشغيل أجهزة الترطيب المنزلية التي تساعد في تقليل جفاف الأنف وتخفيف الشعور بالاحتقان.
طرق تخفيف آلام الظهر في الثلث الثاني من الحمل
يزداد الضغط على عضلات الظهر مع زيادة الوزن خلال الثلث الثاني، مما يؤدي إلى الشعور بآلام في منطقة الظهر. تنشأ هذه الآلام نتيجة تحول مركز ثقل الجسم مع نمو البطن. يُنصح بالجلوس بوضعية صحيحة، واستخدام كراسٍ توفر دعمًا جيدًا للظهر، والنوم على الجانب مع وضع وسادة بين الساقين لتخفيف الضغط على الظهر. إضافة إلى تجنب رفع الأشياء الثقيلة وارتداء أحذية مريحة، مما يساعد في تقليل هذه الآلام.
تقلصات براكستون هيكس في الثلث الثاني: هل هي طبيعية؟
تبدأ الحامل في الشعور بتقلصات غير منتظمة تُعرف بتقلصات براكستون هيكس (بالإنجليزية: Braxton Hicks) خلال الثلث الثاني. تحدث هذه التقلصات كاستعدادات مبكرة للرحم للولادة، وتُعد غير مؤلمة نسبيًا على الرغم من أنها قد تسبب بعض الانزعاج. يمكن أن تُحفز هذه التقلصات بسبب النشاط البدني المكثف، أو الجفاف، أو حتى الامتلاء الزائد للمثانة. يُنصح بالاسترخاء، وتغيير وضعية الجسم، وشرب كميات كافية من الماء لتخفيف هذه التقلصات.
التغيرات الهرمونية وإفرازات الحمل خلال الثلث الثاني
يزداد الإفراز المهبلي خلال الثلث الثاني، ويصبح ذا لون أبيض حليبي، وهو أمر طبيعي وصحي. يساعد هذا الإفراز في حماية القناة المهبلية من العدوى. مع ذلك، إذا تغيرت رائحة الإفرازات أو لونها، يجب استشارة الطبيب فورًا. من ناحية أخرى، قد تلاحظ الحامل نموًا زائدًا للشعر في أماكن غير مرغوب فيها، مثل الوجه أو الظهر، نتيجة التغيرات الهرمونية.
التبول المتكرر أو المتقطع في الثلث الثاني: الأسباب والعلاج
يقل الضغط على المثانة خلال الثلث الثاني مع ارتفاع الرحم بعيدًا عن الحوض، مما يقلل من الحاجة المتكررة للتبول. مع ذلك، قد تزيد احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية، مما يستدعي متابعة أي أعراض غير طبيعية مثل، الألم أثناء التبول أو البول ذو الرائحة الكريهة.
تغيرات أخرى
تشمل التغيرات الأخرى التي قد تواجهها الحامل في الثلث الثاني من الحمل تشنجات الساقين، والتي غالبًا ما تحدث ليلًا، ويمكن التخفيف منها بتمديد العضلات بممارسة تمارين الإطالة قبل النوم وزيادة تناول السوائل. قد تظهر أيضًا أوردة وضاحة ودوالٍ على الساقين نتيجة زيادة تدفق الدم والضغط على الأوعية الدموية، ويمكن تخفيفها برفع الساقين أثناء الجلوس وارتداء جوارب ضاغطة. إضافة إلى ذلك، يُعتبر الصداع شائعًا خلال هذه الفترة نتيجة التغيرات الهرمونية، ويمكن التخفيف منه بالراحة واستخدام الباراسيتامول عند الضرورة. أخيرًا، قد تشعر الحامل بالدوار نتيجة انخفاض ضغط الدم أو مستويات السكر، ويُنصح بتجنب الوقوف المفاجئ وتناول وجبات خفيفة ومتكررة.
المزاج والتغيرات النفسية للأم في الثلث الثاني من الحمل
يشهد الثلث الثاني من الحمل تحسنًا ملحوظًا في الحالة المزاجية للنساء الحوامل، حيث تتراجع أعراض الغثيان الصباحي والإرهاق، مما يمنح الحامل شعورًا بالراحة والطاقة المتجددة. تساهم هذه التغيرات في تعزيز الشعور بالسعادة والارتباط العاطفي بالجنين، خصوصًا مع بداية الشعور بحركاته الأولى داخل الرحم، مما يعمق التواصل العاطفي بين الأم والطفل.
تستمر بعض النساء في مواجهة تقلبات مزاجية، حتى مع هذا التحسن، نتيجة للتغيرات الهرمونية المستمرة. قد يزداد القلق والتوتر مع اقتراب موعد الولادة، مما يجعل من المهم ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا لتخفيف هذه المشاعر السلبية. كما يبدأ التفكير بجدية أكبر في التحضير النفسي للولادة واستقبال المولود الجديد، حيث يساهم التخطيط المسبق والانخراط في جلسات التحضير للولادة في تقليل المخاوف وتوفير الدعم العاطفي اللازم خلال هذه الفترة.
نمو الجنين وتطوره في الثلث الثاني من الحمل
يشهد الثلث الثاني من الحمل تطورات جوهرية في نمو الجنين، حيث تتشكل ملامحه بشكل أكثر وضوحًا وتبدأ أعضاؤه الداخلية في أداء وظائفها الأساسية. فيما يلي نظرة على مراحل تطور الجنين خلال هذه الفترة:


مراحل نمو الجنين من الأسبوع 13 إلى 16
يتطور الجنين بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، حيث تتشكل ملامح الوجه بوضوح ويبدأ نمو الأظافر على أصابع اليدين والقدمين. يظهر الشعر على الجسم وتصبح حركات الجنين أكثر تنوعًا، مثل الركل والتمدد داخل الرحم، رغم أن الأم قد لا تشعر بهذه الحركات بعد.
نمو الجنين من الأسبوع 17 إلى 20: ما الجديد؟
تستمر الأعضاء الداخلية للجنين في التطور وأداء وظائفها بشكل متزايد. يتحرك الجنين بحرية داخل الكيس الأمنيوسي في الرحم، وقد تبدأ الأم في الشعور بحركاته الخفيفة، التي قد تشعر وكأنها خفقان. تتطور قدرة الجنين على السمع، حيث يستطيع الآن سماع نبضات قلب الأم وصوتها، على الرغم من أن أذنيه لم تكتمل بعد.
مراحل تطور الجنين من الأسبوع 21 إلى 24: ماذا يحدث؟
يزداد نمو الجنين بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، حيث يكتسب المزيد من الوزن والطول بوتيرة سريعة. تبدأ جفونه بالانفتاح تدريجيًا، مما يسمح للرموش والحواجب بأن تصبح مرئية بوضوح. بالإضافة إلى ذلك، يتطور الدماغ بسرعة كبيرة في هذه المرحلة، مما يعزز قدراته الحسية واستجابته للمؤثرات الخارجية مثل الأصوات. ويُهيئ هذا التطور الحسي والعصبي الجنين بشكل أفضل للتكيف مع الحياة خارج الرحم.
نصيحة نِفاس
الثلث الثاني من الحمل هو مرحلة مميزة مليئة بالتطورات الإيجابية لكل من الأم والجنين. استمتعي بالطاقة المتجددة وتخفف الأعراض، وراقبي نمو طفلك وحركاته، فهذا الوقت المثالي لتعزيز الروابط معه. فهمك لهذه التغيرات يساعدك على الاستعداد بشكل أفضل للمرحلة القادمة، ويمنحك تجربة أكثر جمالًا ومتعة في رحلة الأمومة.
الأسئلة الشائعة
إتصل بنا


شارع التحلية، عمارة عبد اللطيف، مقابل مطعم كرم بيروت، الدور الأول، مكتب 101 الرياض، المملكة العربية السعودية
info@nifas.net
عنواننا
تابعنا