حقوق المرأة العاملة لرعاية الطفل في قانون العمل السعودي

تتطلب رعاية الطفل وتربيته بشكل سليم مسؤولية كبيرة من الوالدين، وذلك لما لها من أهمية ودور فعّال في المجتمع. يعتبر الذهاب للعمل جزءًا من هذه المسؤوليات، حيث يساهم الوالدين في توفير متطلبات الحياة المختلفة لطفلهما. ومن المؤكد أن ارتباط الطفل يكون أقوى بالوالدته، لذا جاء قانون العمل السعودي بتشريع مجموعة قوانين التي تهدف إلى ضمان حقوق المرأة العاملة. يجب على جميع جهات العمل الالتزام بهذه القوانين؛ لأن حصول المرأة العاملة عليها يضمن للطفل حقوقه.

سنتناول في هذا المقال أحكام رعاية الطفل في نظام العمل السعودي، المعوقات التي تعترض تطبيق هذه الأحكام، والحلول المقترحة لضمان تحقيق حقوق الطفل والمرأة العاملة.

القوانين السعودية لدعم الأم العاملة وحماية الطفل

● إجازات الأمومة ( إجازة الوضع) للمرأة العاملة في السعودية: تمنح إجازة الأمومة مدفوعة الأجر للمرأة العاملة حقها في الحصول على راحة تصل إلى عشرة أسابيع مدفوعة الأجر، يمكن توزيعها حسب رغبتها.تبدأ الإجازة بحد أقصى أربعة أسابيع قبل التاريخ المرجح للولادة، والذي يحدد عن طريق شهادة طبية مصدقة من جهة صحية. يمكن أن تمتد الإجازة لمدة شهر إضافي دون أجر. وعند إنجاب طفل مريض أو من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى رعاية دائمة، يحق للأم الحصول على إجازة مدتها شهر كامل براتب كامل، تبدأ بعد انتهاء إجازة الوضع، ويمكنها أيضاً تمديد الإجازة لشهر إضافي دون أجر.

● حق المرأة العاملة في إجازات الرضاعة الطبيعية: تتمتع المرأة العاملة في السعودية بحق إجازة الرضاعة , ويسمح للمرأة في مرحلة الرضاعة بأخذ فترات راحة لإرضاع طفلها، بحدود ساعة في اليوم، ويمكنها توزيع هذه المدة على مدار اليوم حسب احتياجاتها. وما يميز هذا القانون هو أنه يمكن للمرأة الإتفاق مع صاحب العمل على تجميع فترات الراحة كإجازات مدفوعة الأجر.

● إجازات رعاية الطفل ( القطاع الحكومي): يمكن للمرأة العاملة في السعودية الحصول على إجازة رعاية الطفل بربع الراتب لرعاية طفلها حتى يبلغ سن الثالثة من عمره، ويتم الاحتفاظ بمكانها في الوظيفة حتى تعود للعمل. يمكنها العودة للعمل قبل أن يبلغ طفلها الثالثة، ولكن يجب عليها تقديم طلب العودة للعمل قبل شهر على الأقل.

● رعاية الأطفال في مكان العمل: يجب على أصحاب العمل الذين لديهم خمسون موظفة أو أكثر توفير حضانة للأطفال في مكان العمل، حيث يحصل الأطفال تحت سن االسادسة على رعاية من مربيات مؤهلات إذا كان عددهم عشرة أو أكثر. هذا يساهم في دعم المرأة العاملة ومساعدتها على التوازن بين عملها ودورها كأم.


● التشريعات السعودية حول عمالة الأطفال: لا يحق لصاحب العمل تشغيل الأطفال تحت سن الخامسة عشر. يجب عليه توفير بيئة عمل آمنة ومجهزة للأطفال الذين بلغوا السن القانوني للعمل. كما يُحظر تكليف الأطفال بأعمال شاقة لا تتناسب مع مراحلهم العمرية وتعرض صحتهم للخطر.

كيف تدعم القوانين السعودية صحة الطفل وراحة الأم العاملة؟

● ضمان حصول الطفل على صحة جيدة: توفر هذه الأحكام للمرأة العاملة ظروفًا مناسبة لرعاية طفلها والحصول على حقه في العناية والرضاعة، مما يسهم في نمو الطفل بشكل سليم، ويعزز مناعته ضد الإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة.

● دعم المرأة العاملة: تساعد أحكام رعاية الطفل في قانون العمل الأم العاملة على الاهتمام بطفلها في أيامه الأولى دون القلق على مهنتها. وعندما تعود للعمل، توفر هذه الأحكام لها الفرصة في التوفيق بين الحياة المهنية والعائلية . كما تلعب دورًا حيويًا في حماية الطفل، عن طريق توفير وقت كافٍ للأم من أجل الرضاعة، وهذا يساعد على نمو الطفل بشكل طبيعي، ويحميه من الأمراض، كما يساهم في توثيق العلاقة والصلة بين الأم وطفلها.

● حماية حقوق الطفل: تسهم هذه الأحكام في الحفاظ على حقوق الطفل وتحميه من الاستغلال في العمل، وتكليفه بأعمال لا تتناسب مع قدراته. تطبيق هذه الأحكام تضمن للطفل حقه في التعليم والعيش بكرامة في مجتمعه.

إن تشريعات العمل السعودي تهدف إلى حماية حقوق الطفل وضمان ظروف عمل مناسبة للمرأة العاملة.

تحديات تطبيق قوانين رعاية الطفل: عوائق تواجه المرأة العاملة

توجد عدة عوائق تقف حائلًا أمام تحقيق ثمار الأحكام المتعلقة برعاية الطفل. و منها:

● عدم معرفة الأم بحقوقها المتعلقة برعايتها لطفلها.

● عدم تطبيق القوانين والالتزام بها بشكل كامل.

● عدم توافر حضانات في منشآت العمل.

الواجب تجاه معوقات تطبيق أحكام رعاية الطفل

● نشر الوعي: من الضروري أن تسعى الأم العاملة والأسرة إلى معرفة أحكام رعاية الطفل لضمان حقوقها.. كما ينبغي لوسائل الإعلام والإنترنت. بالإضافة إلى الحملات والمؤتمرات، أن تلعب دورًا حيويًًا في تثقيف النساء بحقوقهن .

● دور الجهات الرقابية: يجب على الجهات المعنية تكثيف عمليات التفتيش على الجهات التي لا تلتزم بتطبيق القوانين.

● دعم إنشاء الحضانات: يمكن زيادة عدد الحضانات من خلال تقديم محفزات لأصحاب العمل للاستجابة لدعوة الدولة لدعم هذا الاقتراح في مؤسساتهم..

● مرونة العمل: يجب تحقيق مرونة في بيئة العمل عن طريق تقسيم المهام ، يمكن أن تحقق الشركات مرونة من خلال خيارات مثل العمل عن بُعد أو الدوام الجزئي للمرأة العاملة إن أمكن.ويساهم العمل المرن للمرأة في تمكينها من تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والمنزل.

تحقيق المتطلبات اللازمة لرعاية الأطفال في بيئة العمل قد يكون تحديًا، لكن الاهتمام بصحة الأطفال وتوفير بيئة داعمة للأمهات العاملات أمر يستحق كل جهد. في "نِفاس"، نحن نؤمن بأن رعاية الأمهات لأطفالهن هو حجر الأساس لجيل قوي وسليم، يساهم في بناء مستقبل مشرق للمجتمع.

لتوفير السبل المناسبة لدعم الأمهات، نحثّ على اعتماد خيارات العمل المرن وتوفير الحضانات ضمن بيئات العمل، حيث يمثل ذلك استثمارًا طويل الأمد في رفعة المجتمع وأجياله القادمة.

الأسئلة الشائعة

نصيحة نِفاس