دليل الاستعداد للولادة الطبيعية: كل ما تحتاجين لمعرفته

تعرفي على كل ما تحتاجين لمعرفته حول الولادة الطبيعية، بدءاً من فوائدها للأم والطفل، إلى مراحلها، وكيفية الاستعداد لها مع نصائح من تطبيق نِفاس. دليل شامل للولادة الطبيعية يساعدكِ على التحضير النفسي والجسدي لتجربة ولادة آمنة وسهلة.

الولادة

نفاس

1/14/2025

تُعتبر الولادة الطبيعية إحدى أعظم المعجزات التي يمكن للإنسان أن يشهدها.إنها العملية التي تُخرج الحياة إلى العالم، وتُعيد إلى الأذهان قوة الطبيعة وجمالها.

الآن، دعينا نأخذك، عزيزتي، في هذه الرحلة الرائعة من داخل الرحم إلى العالم الخارجي، سنركز على مراحل الولادة، التحضيرات اللازمة، وفوائد الولادة الطبيعية لكل من الأم والطفل.


فوائد الولادة الطبيعية للأم والطفل

قبل أن نتناول مراحل الولادة الطبيعية والتقنيات الهامة لتقليل الألم والتوتر،دعونا نتعرف على الفوائد التي تقدمها الولادة الطبيعية لكل من الأم والطفل.

لماذا تُعتبر الولادة الطبيعية خياراً ممتازاً للأم؟

تعود الولادة الطبيعية على الأم بمجموعة من الفوائد، من أبرزها:

وقت قصير للتعافي: عادةً ما تشعر المرأة بتحسن سريع بعد الولادة الطبيعية، على عكس الولادة القيصرية التي تحتاج إلى وقت أطول للتعافي والتخلص من الألم.

بدء الرضاعة في وقت مبكر: يمكن للأم بدء إرضاع مولودها بعد فترة قصيرة جدًا من الولادة، دون الشعور بالتعب أو الصعوبة. بينما في حالة الولادة القيصرية، قد تحتاج الأم إلى بعض الوقت حتى تتمكن من ممارسة الرضاعة.

انخفاض احتمالية حدوث مضاعفات الحمل في المستقبل: تساهم الولادة الطبيعية في تقليل فرص حدوث مضاعفات في الحمل التالي ، مما يجعل الولادة التالية أكثر سهولة.

تأثير الولادة الطبيعية على صحة الطفل ونموه

تشمل فوائد الولادة الطبيعية للجنين أو الطفل ما يلي:

انخفاض احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي: في حالة الولادة الطبيعية، يكون الجهاز التنفسي لدى الطفل عادًة مكتملاً، حيث يولد في الوقت المناسب ، باستثناء حالات الولادة المبكرة، وبالتالي، تقل فرص إصابته بأمراض الجهاز التنفسي.

تعزيز المناعة لدى الطفل: تساهم الولادة الطبيعية في تحسين وظائف الجهاز المناعي لدى الطفل، مما يساعد في حمايته من العديد من الأمراض، وخاصةً حينما يبدأ في الرضاعة في وقت مبكر.

زيادة فرص الرضاعة الطبيعية: تعلم كل أم أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل، ولأن فرص الرضاعة الطبيعية تزداد مع الولادة الطبيعية، مما يعزز صحة الطفل ويدعم تطور أجزاء جسمه المختلفة .

أهم مراحل الولادة الطبيعية من البداية حتى النهاية

سنأخذك في جولة إلى مراحل الولادة الطبيعية بالتفصيل، حيث يمكن تقسيم الولادة المهبلية إلى ثلاث مراحل رئيسية: المخاض، الولادة، وإخراج المشيمة.


مرحلة المخاض

تعد مرحلة المخاض (بالإنجليزية: Labor) هي المرحلة الأولى من الولادة الطبيعية.تبدأ هذه المرحلة بحدوث انقباضات في الرحم، وتنتهي عندما يتوسع عنق الرحم ليصل إلى حوالي 10 سم. يُقسم المخاض إلى ثلاث مراحل فرعية:

المخاض المبكر (بالإنجليزية: Early labor): هي المرحلة الأولى التي تبدأ فيها الانقباضات. خلال هذه الفترة،إذ يتمدد عنق الرحم وينبسط، وتستمر هذه التغيرات حتى يتسع عنق الرحم بمقدار حوالي 5 سم في نهاية هذه المرحلة.

المخاض النشط (بالإنجليزية: Active labor): خلال هذه المرحلة، تصبح الانقباضات أكثر قوة، ويمكن أن تستمر كل انقباضة لمدة تصل إلى دقيقة واحدة، ثم تتكرر كل ثلاث دقائق تقريباً.قد تحتاج بعض النساء إلى حقنة تساعد في تخفيف الألم خلال هذه المرحلة.

المخاض الانتقالي (بالإنجليزية: Transitional labor): هي الفترة التي تسبق اتساع عنق الرحم بشكل كامل ليصل إلى 10 سم.تكون هذه الفترة قصيرة ولكنها شاقة، حيث تتسم بانقباضات سريعة وتستمر لفترة تزيد عن دقيقة واحدة.خلال هذه المرحلة، تشعر المرأة بالتعب، ويليها مرحلة دفع المولود.

مرحلة الولادة

تحدث انقباضات قوية للمرأة بعد أن يصل اتساع عنق الرحم إلى 10 سم، فتبدأ بالدفع. قد تشعر بضغط يشبه الشعور بالحاجة إلى التبرز، ولكن يمكن أن تساعدها الحقنة المسكنة في تقليل الشعور بالتقلصات خلال هذه المرحلة.تستمر هذه المرحلة لبضع دقائق، ولكنها قد تمتد إلى بضع ساعات.بشكل عام، تصبح عملية الولادة أسرع إذا خضعت المرأة لولادة مهبلية سابقة.


إخراج المشيمة

تُعرف مرحلة ما بعد الولادة بمرحلة إخراج المشيمة، وهي المرحلة الأخيرة التي تبدأ بعد ولادة الطفل بدقائق قليلة، وتنتهي حينما تخرج المشيمة.خلال هذه المرحلة، يمكن أن يطلب الطبيب من المرأة أن تقوم ببضع دفعات إضافية حتى تساعد في إخراج المشيمة، وقد تستمر هذه العملية لمدة تصل إلى 30 دقيقة.

يجدر بالذكر أن مراحل الولادة يمكن أن تختلف من امرأة لأخرى وفقًا لبعض العوامل، مثل طول المخاض، و شدة الألم، وغيرها، وخاصةً في حالة استخدام الحقن والتدخلات الطبية التي تسرع من المخاض وتخفف الألم، كما أن مدة المخاض تكون أطول في حالة الولادة الأولى للمرأة، وهناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على هذه المرحلة، مثل حجم الطفل، وموضعه، ومدى سرعة توسع عنق الرحم لدى المرأة.

أهم التحضيرات النفسية والجسدية للولادة الطبيعية

تحتاج المرأة إلى تحضير شامل للولادة الطبيعية، يشمل الدعم النفسي والجسدي، حيث تعتبر الولادة بمراحلها المختلفة من الأمور الصعبة. ولكن مع الحصول على الدعم اللازم واتباع بعض الإجراءات والتحضيرات الهامة، يمكن أن تصبح هذه التجربة أكثر سهولة ويسراً، مما يقلل من فرص الشعور بالتوتر والقلق خلال هذه المرحلة.

الحصول على الدعم

وجود شخص يقدم الدعم لكِ أثناء المخاض يمكن أن يجلب الكثير من الراحة ويساعدك في لحظات تحتاجين فيها للمساندة. هذا الشخص يمكنه المساعدة بعدة طرق، مثل:

مساعدتك في إيجاد وضعيات جلوس أو استلقاء مريحة.

تدليكك لتخفيف التوتر والألم، خاصةً في أسفل الظهر، الكتفين، الرقبة، منطقة الحوض، الأرداف، اليدين والقدمين.

البقاء إلى جانبك لتشعري بالرفقة.

توجيهك للتنفس بعمق خلال الانقباضات.

تزويدك بقطع الثلج إذا احتجت إليها.

منحك كلمات التشجيع والاطمئنان.

ممارسة الاسترخاء الجسدي والعقلي

تمر المرأة في مرحلة ما قبل الولادة بالعديد من المشاعر المتناقضة، ما بين السعادة والتشوق للقاء مولودها الجديد، ومشاعر التوتر والألم الذي يحدث نتيجة الحمل والانقباضات أثناء المخاض. وبالتالي، تحتاج إلى الاسترخاء لتقليل القلق وتخفيف الشعور بالانزعاج، مما يساعد في تسهيل عملية الولادة. ويُعد الاسترخاء والتأمل من أهم وسائل تخفيف ألم الولادة بدون أدوية، ويمكن تعزيز ذلك من خلال القيام ببعض الإجراءات التي تدعم الاسترخاء، مثل:

الاسترخاء العضلي التدريجي: ويكون ذلك من خلال شد وإرخاء مناطق الجسم المختلفة بشكل تدريجي، بحيث يشكل الجسم كاملاً، بداية من الرأس وحتى القدم.

ممارسة التأمل: يساعد التأمل كثيراً في تهدئة الأعصاب والشعور بالراحة، ويمكن ممارسة التأمل من خلال التركيز على مشهد مريح، أو أصوات هادئة، مثل صوت الأمواج على الشاطئ، مع التفكير في أمور تبعث الراحة على النفس.

العبارات الإيجابية: ينصح بتكرار العبارات الإيجابية التي تعزز الثقة بالنفس والقدرة على تحمل مصاعب هذه المرحلة، فمثلاً يجب أن تذكر المرأة نفسها أنها تستطيع فعل هذا الأمر، وأنها قوية وقادرة على تجاوز هذه المرحلة بنجاح.

توفير البيئة المريحة

تُعتبر البيئة المريحة والهادئة عاملاً مهمًا لتحقيق تجربة ولادة إيجابية ومريحة. لذلك، عند اختيار المستشفى المناسب، يجب مراعاة عدة جوانب تساعد المرأة على الشعور بالراحة والاسترخاء أثناء فترة المخاض، مما يقلل من التوتر ويساعد الجسم على أداء وظيفته بشكل طبيعي. وفيما يلي بعض النقاط التي يمكن مراعاتها عند اختيار المستشفى الذي يوفر بيئة مريحة:

الإضاءة الهادئة: اختر مستشفى يوفر غرف ولادة بإضاءة قابلة للتحكم لتوفير جو مريح.

الطاقم الطبي الداعم: تأكد من وجود طاقم طبي يتحدث بهدوء ويدعم المرأة نفسيًا.

الأسرّة والوسائد المريحة: تحقق من توفير أسرّة قابلة للتعديل ووسائد مريحة لدعم وضعية الجسم.

تواجد أفراد العائلة: اختر مستشفى يسمح بحضور شخص داعم لتوفير الأمان والراحة النفسية.

توافر خيارات الولادة الطبيعية أو الولادة في الماء:تقدم بعض المستشفيات خيارات مميزة، مثل غرف الولادة الطبيعية أو الولادة في الماء، مما يضيف راحة إضافية ويعزز الاسترخاء للأم. هذه الخيارات تساعد أيضًا في تقليل الشعور بالألم خلال مراحل المخاض، مما يجعل تجربة الولادة أكثر هدوءًا وسهولة.

الحركة من الأمور الهامة قبل الولادة

يصعب على كثير من النساء التحرك في مرحلة ما قبل الولادة، ولكن هذا الأمر ضروري، وخاصةً في حالة الولادة الطبيعية، حيث تساعد الحركة في تقليل الألم وتحسين المخاض، فلا ينصح ببقاء المرأة في الفراش طالما لم يوصي الطبيب بذلك، كما أن الرحم سوف يعمل بكفاءة أكبر أثناء المخاض، ويزيد من إفراز هرمون الاندروفين المعروف باسم هرمون الشعور بالرضا والسعادة، وذلك عند زيادة قوة الانقباضات.


ممارسة التنفس العميق

تعد تمارين التنفس للولادة الطبيعية من الأساليب الفعّالة في التخفيف من التوتر، ويُعتبر التنفس العميق من الأمور الهامة لدى المرأة قبل الولادة، حيث يساعد على الشعور بالراحة، ويحافظ على مستويات الأكسجين لدى الأم والطفل، كما أنه يقلل من القلق والألم ويخفض معدل ضربات القلب. لذلك، يُنصح بممارسة التنفس العميق في هذه المرحلة كجزء من إجراءات الاسترخاء.

نصيحة نِفاس

عزيزتي الأم، الولادة الطبيعية تجربة فريدة تحمل مزيجاً من المشاعر والأحاسيس؛ من الألم إلى الفرح. ينصحكِ تطبيق نِفاس بالتحضير النفسي والجسدي عبر تمارين التنفس العميق والاسترخاء، فهي تساعدكِ على تجاوز مراحل الولادة بسهولة أكبر وتخفيف الألم دون الحاجة للأدوية. وتأكدي أن تحصلي على دعم من أشخاص قريبين، كزوجكِ أو والدتك، لتعيشي هذه الرحلة بكل أمان وثقة.



الأسئلة الشائعة