
اسباب افرازات ما بعد الولادة وكيفية التعامل معها
تعرفي على مراحل إفرازات ما بعد الولادة، وكيفية التعامل معها لضمان التعافي السليم. اكتشفي متى تتوقف الإفرازات وما هي العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب لضمان سلامتك بعد الولادة.
النِفاس ( ما بعد الولادة)
نفاس
1/6/2025


تشكل فترة ما بعد الولادة مرحلة حساسة ومهمة في حياة كل أم، حيث يمر الجسم بتغيرات كبيرة تحتاج إلى العناية والاهتمام لضمان الشفاء التام. من بين هذه التغيرات الطبيعية، تأتي الإفرازات المهبلية التي تعتبر جزءًا ضروريًا من عملية التعافي. قد تثير هذه الإفرازات، على الرغم من أنها طبيعية، بعض التساؤلات والقلق لدى الكثير من النساء حول ما هو طبيعي وما قد يستدعي استشارة الطبيب.
في هذا المقال، سيتم تناول المراحل المختلفة للإفرازات المهبلية بعد الولادة وكيفية التعامل معها لضمان صحة الأم وراحتها. كما سنتطرق إلى الأعراض التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا لضمان سير عملية الشفاء بسلاسة ودون مضاعفات.
ما هي إفرازات ما بعد الولادة؟ وهل هي طبيعية؟
تعتبر الإفرازات المهبلية بعد الولادة جزءًا طبيعيًا من عملية التعافي بعد الولادة, سواء كانت ولادتها طبيعية أو قيصرية, تبدأ هذه الإفرازات بتدفق دموي كثيف ولونه أحمر داكن أو زاهٍ، وقد تحتوي على قطع دموية صغيرة. وتحتاج المرأة في هذه المرحلة إلى تغيير الفوط الصحية بانتظام، عادًة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات. بعد الأيام الأولى، تبدأ الإفرازات بالتغير لتصبح أكثر مائية وتأخذ لونًا بنيًا مائلًا إلى الوردي، ومع مرور الوقت، تخف كميتها تدريجيًا.
تعد هذه الإفرازات وسيلة طبيعية للجسم للتخلص من الدم والمخاط والأنسجة التي كانت ضرورية خلال فترة الحمل. وتختلف هذه الإفرازات المهبلية عن الدورة الشهرية العادية في كونها أطول مدة وأكثر كثافة، حيث تحتوي على عناصر إضافية من أنسجة الرحم والمخاط. سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية، فإن الإفرازات المهبلية بعد الولادة تظل جزءًا أساسيًا من هذه المرحلة.
كم تستمر إفرازات ما بعد الولادة؟
قد تتساءلين: متى تتوقف الإفرازات بعد الولادة؟ تستمر الإفرازات عادةً لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، لكن في بعض الحالات قد تمتد إلى ثمانية أسابيع. تبدأ هذه الإفرازات بتدفق كثيف ولون أحمر داكن، ثم تتناقص تدريجيًا في الكثافة. ومع مرور الوقت، تتحول إلى الوردي ثم البني وأخيرًا إلى اللون الأبيض المائل إلى الأصفر.
تختلف مدة إفرازات ما بعد الولادة من امرأة إلى أخرى، وقد تستمر لفترة أطول أو تنتهي بشكل أسرع حسب الحالة. هذه الإفرازات جزء من عملية الشفاء الطبيعية للجسم بعد الولادة، وتختلف مدتها بناءً على عدة عوامل. يعتبر هذا التفاوت أمرًا طبيعيًا ولا يشير بالضرورة إلى أي مشكلات صحية.
مراحل إفرازات ما بعد الولادة
تمر إفرازات ما بعد الولادة بثلاث مراحل مختلفة تبدأ مباشرة بعد الولادة وتستمر لعدة أسابيع، مما قد يثير قلق بعض الأمهات عند ملاحظة تغير لون الإفرازات :


● المرحلة الأولى: تُعرف بالإفرازات الحمراء، حيث يظهر تدفق دموي كثيف يتراوح لونه بين الأحمر الداكن والزاهي. تستمر هذه المرحلة عادًة لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام، وتشبه الدورة الشهرية الثقيلة في شدتها، مع احتمال ظهور بعض التجلطات الدموية الصغيرة وترافقها اوجاع ومغص خفيف مشابه لأوجاع الدورة الشهرية.
● المرحلة الثانية: تنتقل الإفرازات بعد ذلك إلى المرحلة الثانية التي تُعرف بالإفرازات البنية، حيث تصبح الإفرازات أقل دموية وتتحول إلى لون وردي مائل للبني. تصبح هذه الإفرازات أكثر مائية وأقل كثافة مقارنة بالمرحلة السابقة، وتستمر هذه المرحلة عادًة من أربعة إلى 12 يومًا. خلال هذه الفترة، يكون التدفق متوسطًا، ولا يتوقع ظهور تجلطات أو قد تكون قليلة جدًا.
● المرحلة الثالثة: تتحول الإفرازات إلى لون أبيض مائل للأصفر، ويقل وجود الدم بشكل كبير أو يختفي تمامًا، ويصبح التدفق خفيفًا أو على شكل بقع. تستمر هذه المرحلة عادًة من حوالي 12 يومًا وحتى ستة أسابيع، وتكون خالية من التجلطات الدموية.
يتطلب التعامل مع إفرازات ما بعد الولادة اهتمامًا خاصًا لضمان الشفاء السليم وتجنب أي مضاعفات صحية. من الضروري استخدام الوسائل المناسبة للعناية الشخصية والتعامل مع هذه الإفرازات، خصوصًا في الأيام الأولى التي تكون فيها الإفرازات كثيفة وتحتاج إلى عناية مكثفة، ومن النصائح التي يجب على المرأة بعد الولادة اتباعها:
● استخدام الفوط الصحية ذات الامتصاص العالي في البداية حيث تكون الإفرازات كثيفة، ويمكن الانتقال إلى الفوط العادية مع تراجع كمية الإفرازات.
● تجنب استخدام السدادات القطنية لمدة لا تقل عن ستة أسابيع لتفادي خطر الإصابة بعدوى في المهبل أو الرحم.
● تغيير الفوط الصحية بشكل منتظم كل ساعتين للحفاظ على النظافة وتجنب العدوى.
● إعطاء الجسم الوقت الكافي للراحة والشفاء قبل العودة إلى الأنشطة اليومية، حيث قد يؤدي الإسراع في العودة إلى الأنشطة المعتادة إلى زيادة النزيف أو عودته مجددًا.
● الحرص على التبول بانتظام في الأيام الأولى بعد الولادة، بمعدل كل 4 ساعات، ضروري لأن حساسية المثانة قد تكون منخفضة نتيجة الضغط الذي تعرضت له أثناء الولادة من رأس الجنين. هذا يساعد على تجنب امتلاء المثانة بشكل مفرط والوقاية من التهابات المسالك البولية.
متى يجب مراجعة الطبيب المختص؟
يتطلب مراقبة الإفرازات المهبلية بعد الولادة اهتمامًا خاصًا للتأكد من سير عملية الشفاء بشكل طبيعي. على الرغم من أن هذه الإفرازات لا تسبب عادةً مضاعفات، فإن هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة تتطلب التدخل الطبي. ومن الأعراض غير الطبيعية التي تستدعي استشارة الطبيب:
● تظهر إفرازات مهبلية ذات لون أخضر.
● تنبعث رائحة كريهة غير طبيعية تفوق رائحة الدورة الشهرية المعتادة.
● يستدعي النزيف المفرط تغيير الفوطة الصحية كل ساعة.
● يستمر النزيف باللون الأحمر الزاهي بعد مرور أسبوع من الولادة.
● توجد تجلطات دموية كبيرة بحجم كرة الجولف أو أكبر.
● تشمل الأعراض حمى، قشعريرة، أو أعراض مشابهة للإنفلونزا.
● يظهر تورم أو ألم حول منطقة المهبل.
● تشعر بالدوار أو الدوخة، قد يترافق مع إغماء.
● تحدث تقلصات شديدة أو ألم في منطقة الحوض.
نصيحة نِفاس
عزيزتي الأم، نعلم أن فترة ما بعد الولادة مرحلة حساسة تتطلب رعاية خاصة. من الطبيعي أن تمر المرأة بمراحل مختلفة من الإفرازات المهبلية كجزء من عملية التعافي. في البداية، قد تلاحظين تدفقًا دمويًا كثيفًا يتغير تدريجيًا في اللون والكثافة حتى يصبح أبيض مائلًا للأصفر خلال عدة أسابيع.
ننصحك باستخدام الفوط الصحية المناسبة والابتعاد عن السدادات القطنية لضمان الشفاء السليم وتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى. وإذا لاحظتِ أي أعراض غير طبيعية مثل نزيف مفرط أو إفرازات ذات رائحة كريهة، نوصيك بمراجعة الطبيب فورًا لتجنب أي مضاعفات صحية.
الأسئلة الشائعة
نصائح للعناية الصحية خلال فترة النفاس
إتصل بنا


شارع التحلية، عمارة عبد اللطيف، مقابل مطعم كرم بيروت، الدور الأول، مكتب 101 الرياض، المملكة العربية السعودية
info@nifas.net
عنواننا
تابعنا