الثلث الثالث من الحمل: التحضير للولادة واستقبال الحياة الجديدة

يعتبر الثلث الثالث من الحمل هو المرحلة النهائية التي تسبق ولادة الطفل، ويمتد من الاسبوع 28 حتى الولادة، وخلال هذه الفترة، تحدث العديد من التغيرات الصحية والنفسية والاجتماعية التي تستعد فيها الأم لاستقبال مولودها الجديد، وهذا هو موضوعنا الذي سنتطرق له عن كيفية التعامل مع هذه الفترة لضمان صحة الأم والجنين.

سنتناول في هذا المقال أهم التغيرات التي تحدث في الثلث الثالث من الحمل، بما في ذلك التحضيرات الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة لضمان سلامة الأم والجنين، والاستعداد للولادة واستقبال الحياة الجديدة.

التغيرات الجسدية في الثلث الثالث من الحمل

يستمر الجنين في النمو والتطور بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة وزن الأم بشكل ملحوظ، وغالبًا ما يزداد وزن المرأة حوالي 0.5 كجم أسبوعيًا خلال هذه الفترة، كما تتعرض الأم لزيادة في حجم البطن بشكل كبير، مما يسبب بعض الانزعاج والألم في الظهر والأرجل.

تعتبر مشاكل النوم شائعة في هذه المرحلة بسبب زيادة حجم البطن وصعوبة العثور على وضعية مريحة للنوم، وقد يكون استخدام الوسائد لدعم الجسم وتحسين الوضعية مفيدًا في تحسين نوعية النوم.

يجب أن تكون الزيارات الطبية أكثر تكرارًا في هذه المرحلة لمراقبة صحة الأم والجنين، تشمل هذه الزيارات فحوصات منتظمة لضغط الدم، وفحوصات البول لاكتشاف أي علامات لتسمم الحمل، ومراقبة نمو الجنين وحركته.

قد تواجه المرأة في الثلث الأخير من الحمل تحديات صحية إضافية مثل ضيق التنفس وحرقة المعدة نتيجة لضغط الرحم المتزايد على الأعضاء الداخلية، ولمواجهة تلك التحولات يمكن أن تكون التمارين الخفيفة مثل المشي والتمارين التنفسية مفيدة لتخفيف هذه الأعراض.

التغيرات النفسية في الثلث الثالث من الحمل

يمكن أن تكون هذه الفترة مليئة بالتوتر والقلق حول الولادة ورعاية المولود الجديد، وقد تتساءل الأم عن قدرتها على التعامل مع الألم والتحديات المرتبطة بالولادة. من المهم أن تحصل المرأة على دعم نفسي من الشريك والعائلة والأصدقاء، وكذلك من خلال الاستشارة مع مختص نفسي إذا لزم الأمر.

يعتبر التحضير للولادة من الناحية النفسية جزءًا هامًا من التكيف مع هذه المرحلة، لذا من المفيد جدًا تلقي بعض الدورات التثقيفية حول الولادة، وتقنيات التنفس والاسترخاء، والتحضير النفسي لمختلف سيناريوهات الولادة.

قد تعاني بعض النساء من مشاعر متناقضة بين الفرح بقدوم المولود الجديد والخوف من التغيرات الكبيرة في الحياة اليومية. من الضروري التعبير عن هذه المشاعر والمخاوف والحصول على الدعم المناسب.

التغيرات الاجتماعية في الثلث الثالث من الحمل

يبدأ الاستعداد الفعلي لاستقبال المولود الجديد في هذه المرحلة، قد تتضمن هذه الاستعدادات تجهيز غرفة الطفل، وشراء المستلزمات الأساسية مثل الملابس والحفاضات والأثاث.

يمكن أن تكون هذه الفترة فرصة لتعزيز الروابط مع الشريك والأصدقاء والعائلة من خلال المشاركة في التحضيرات للولادة، ومن المهم أن يكون هناك تواصل مفتوح ودعم متبادل بين الزوجين لمواجهة التحديات المقبلة.

قد تواجه المرأة الحامل في فترة ما قبل الولادة بعض التحديات في العمل، خاصة إذا كانت تعمل بدوام كامل، من الضروري التحدث مع صاحب العمل حول الترتيبات اللازمة لإجازة الأمومة والتأكد من تهيئة بيئة عمل داعمة خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل.

نصائح للثلث الثالث من الحمل

● تأكدي من الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة للتعامل مع التعب.

● اهتمي بتناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل الحديد والكالسيوم، لدعم صحتك وصحة الجنين.

● حافظي على ترطيب جسمك بشرب كميات كافية من الماء.

● مارسي التمارين الخفيفة التي يوافق عليها الطبيب، مثل تمارين التنفس والاسترخاء، والتي قد تساعد في تسهيل عملية الولادة الطبيعية.

● التزمي بمواعيد الفحوصات الطبية ومتابعة نصائح الطبيب.

● حافظي على التواصل المفتوح مع الشريك والعائلة للحصول على الدعم النفسي والاجتماعي.

● من المهم التعرف على علامات قرب الولادة مثل زيادة تقلصات الرحم، نزول ماء الجنين، والشعور بضغط في منطقة الحوض.
● حضري حقيبة المستشفى مسبقًا، وتأكدي من تضمين المستلزمات الأساسية لكِ وللمولود، مثل الملابس، الحفاضات، والأدوات الشخصية.

نصيحة نِفاس

عزيزتي الأم، الثلث الثالث من الحمل هو رحلتك الأخيرة قبل لقاء صغيرك الذي انتظرته بحب وشوق. ندرك كم هي مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا تحمل لحظات لا تُنسى. استمعي لجسمك، واعتني بنفسك، ولا تترددي في طلب الدعم من أحبائك. مع الرعاية الجيدة والقليل من الصبر، ستصلين إلى اليوم الذي تحتضنين فيه طفلك بين يديك بابتسامة ودموع فرح. نحن في تطبيق نفاس هنا لنكون جزءًا من رحلتك، خطوة بخطوة.

الأسئلة الشائعة