الرضاعة الطبيعية: التحديات الشائعة وحلول فعالة للأمهات
اكتشفي أبرز تحديات الرضاعة الطبيعية وحلولها الفعالة، من قلة إدرار الحليب إلى رفض الطفل للرضاعة. نصائح مجربة للأمهات لضمان رضاعة طبيعية ناجحة وصحية لكِ ولطفلكِ.
النِفاس ( ما بعد الولادة)العناية بالرضيع
نفاس
2/18/2025


تواجهُ العديدُ من الأمهاتِ تحدياتٍ تعيقُ الرضاعةَ الطبيعية، مثل تشققاتِ الحلمةِ، وقلةِ إدرارِ الحليبِ، وصعوبةِ التقامِ الطفلِ للثدي.في هذا المقال، نستعرض أبرز الصعوبات التي قد تواجه الأم أثناء الرضاعة الطبيعية، وسنقدم حلولاً عملية للتغلب عليها، لضمان استمرارية هذه العملية بشكل صحيح والحفاظ على صحة الأم والطفل.
أهم الأسباب التي تمنع الأمهات من الرضاعة الطبيعية
تواجه الرضاعة الطبيعية بعض العقبات التي قد تكون خارجية من الطفل أو البيئة المحيطة، أو داخلية متعلقة بالأم ، أو كلاهما. من أهم العقبات التي تمنع الرضاعة عند الأم عدم رغبتها في ذلك نتيجة تأثرها بالشائعات حول الرضاعة الطبيعية. هذه مشكلة بسيطة يمكن تخطيها من خلال فهم معتقدات الأم عن الرضاعة و تثقيفها بما يتناسب مع ذلك ، من قبل مثقفي او مرشدي أو استشاري الرضاعة.
العوامل الخارجية التي تعيق استمرارية الرضاعة الطبيعية
1.تأثير العادات والتقاليد على قرارات الأمهات بشأن الرضاعة
في بعض المجتمعات، تُعتبر الرضاعة الطبيعية أمرًا جيدًا من الناحية الصحية، لكنها قد تكون غير مرحب بها في الأماكن العامة. بعض الأمهات يشعرن بعدم الراحة عند الرضاعة أمام الآخرين بسبب نظرة المجتمع، مما يجعلهن يتوقفن عن الرضاعة مبكرًا أو يفضلن الحليب الصناعي.
2. التحديات التي تواجه الأمهات في المستشفيات بعد الولادة
تبدأ الرضاعة الطبيعية عادةً في المستشفى بعد الولادة، لكن بعض المستشفيات لا تشجع الأمهات على الرضاعة، وتقدم للرضع الحليب الصناعي دون حاجة طبية. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تجد الأم دعمًا من مختصين في الرضاعة الطبيعية، مما يجعلها تواجه صعوبات في الأيام الأولى دون مساعدة.
3. كيف تؤثر بيئة العمل على استمرار الرضاعة الطبيعية؟
بعض الأمهات يُجبرن على العودة إلى العمل بعد فترة قصيرة من الولادة، مما يجعل من الصعب عليهن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية. كما أن بعض أماكن العمل لا توفر أماكن مناسبة للأمهات لشفط الحليب خلال ساعات العمل، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج الحليب وفطام الطفل مبكرًا.
4. دور الحملات التسويقية في تفضيل الحليب الصناعي على الطبيعي
تروج بعض الشركات للحليب الصناعي على أنه بديل جيد أو حتى أفضل من حليب الأم، مما يجعل بعض الأمهات يعتقدن أنه الحل الأسهل. في بعض المستشفيات، يتم تقديم عينات مجانية من الحليب الصناعي للأمهات الجدد، مما يجعل بعضهن يعتمدن عليه بدلًا من الرضاعة الطبيعية.
أسباب تؤثر على قدرة الأم على الإرضاع وكيفية التغلب عليها
يوجد بعض العوامل التي تؤثر على عملية الرضاعة الطبيعية عند الأم ومنها:
● الإصابة بأمراض المزمنة عند الأم: الأمراض المزمنة التي قد تمنع الإرضاع من الثدي تشمل: التهاب الكلى، فيروس العوز المناعي البشري (HIV)، الإدمان على الكحول أو المخدرات، والأمراض العصبية الشديدة، والتقرحات الناتجة عن فيروس الهربس البسيط من النمط 1 (HSV-1)، حيث ينبغي تجنب الرضاعة حتى تختفي الثآليل النشطة.
● التهاب الحلمة وتقرحها: انسداد قنوات الحليب يمكن أن يعيق تدفق الحليب ويؤدي إلى ألم أو التهاب. من الأسباب: قصر فترات الإرضاع، عدم تفريغ الحليب بشكل صحيح، تلف الأنسجة، ودخول البكتيريا بسبب تشققات الحلمة. لتخفيف الألم، جربي تحسين تفريغ الحليب، تصحيح وضعية الإرضاع، إرضاع الطفل بشكل متكرر، ارتداء ملابس فضفاضة، وتدليك الحلمة.
● تحجر الثدي:تحجر الثدي يحدث نتيجة تراكم السوائل، مما يسبب ألمًا وتورمًا في الثدي، وقد يصاحبه صعوبة في تدفق الحليب وحُمّى قد تستمر 24 ساعة. لعلاجه، يُنصح بإزالة الحليب بشكل متكرر باستخدام اليد أو المضخة، وبدء الرضاعة الطبيعية مبكرًا مع التأكد من إمساك الطفل للثدي بشكل صحيح.
● نقص كمية وإدرار الحليب: ناتجًا عن تأخر بدء الرضاعة، قلة التلامس الجسدي، مشكلات صحية، أو تقليل عدد الرضعات. لزيادته، احرصي على الرضاعة المبكرة، تعزيز التلامس، طلب دعم مختص، والرضاعة المتكررة، مع تجنب الحليب الصناعي إلا للضرورة الطبية.
لماذا يرفض الطفل الرضاعة الطبيعية فجأة؟
يرفض الطفل الرضاعة الطبيعية أحيانًا، ولكن هذا لا يعني أنه مستعد للفطام، فقد تكون هذه فترة قصيرة ثم يعود الطفل بعدها للرضاعة الطبيعية مرة أخرى.قد يرفض طفلك الرضاعة الطبيعية لأسباب متعددة، منها:
المشاكل الصحية التي قد تجعل الطفل يرفض الرضاعة
● انسداد الأنف أو ألم الأذن: قد يعاني الطفل من صعوبة في التنفس أثناء الرضاعة إذا كان يعاني من انسداد في الأنف أو ألم في الأذن.
● التهاب الحلق أو الفم: يمكن أن يسبب التهاب الحلق أو الفم ألمًا يجعل الرضاعة غير مريحة للطفل.
● التسنين: قد يؤدي التسنين إلى ألم في اللثة، مما يجعل الطفل يرفض الرضاعة.
● الارتجاع المعدي المريئي: قد يسبب الارتجاع شعورًا بعدم الراحة أثناء الرضاعة.
● ارتباك الحلمة:يواجه فيها الطفل صعوبة في التمييز بين حلمة الثدي والحلمات الاصطناعية مثل زجاجة الرضاعة أو اللهاية، مما يؤدي إلى رفض الرضاعة الطبيعية أو صعوبة في التقام الثدي. تحدث هذه المشكلة عادةً عندما يتعرض الطفل للحلمات الاصطناعية في وقت مبكر من حياته، مما يسبب له صعوبة في التكيف مع الرضاعة الطبيعية.
● العدوى: مثل التهاب الأذن أو التهاب المسالك البولية، قد تجعل الرضاعة مؤلمة للطفل.
● ألم من التطعيم: قد يشعر الطفل بألم بعد التطعيم، مما يجعله يرفض الرضاعة.
العوامل النفسية التي تؤثر على رضاعة الطفل
● الإحباط من انخفاض إمداد الحليب أو زيادة الإمداد: قد يشعر الطفل بالإحباط إذا كان تدفق الحليب بطيئًا جدًا أو سريعًا جدًا.
● التفاجؤ أثناء الرضاعة: مثل سماع صوت عالٍ أو شعور الوالدين بالألم، مما يزعج الطفل.
● تغير في رائحة الأم: مثل استخدام عطر جديد أو مزيل عرق، قد يجعل الطفل يرفض الرضاعة.
● تغير في طعم الحليب: مثل تناول الأم لأدوية أو تغيرات هرمونية، قد يغير طعم الحليب.
● تغير في نمط الرضاعة: مثل تغيير مواعيد الرضاعة أو تقديم الحليب الصناعي بجانب الرضاعة الطبيعية.
● فترة من الانفصال: مثل العودة إلى العمل أو فترة انفصال عن الطفل، قد تؤدي إلى رفض الرضاعة.
يواجه بعض الرضع صعوبة في الحصول على الحليب من ثدي الأم رغم توفره، وذلك لأسباب عديدة، منها:
● ضعف قدرة الرضيع على الإمساك بالثدي أو المص بشكل جيد، وهي مشكلة شائعة لدى الأطفال الخُدَّج (المولودين قبل الأوان).
● الجمع بين الحليب الصناعي والرضاعة الطبيعية قد يجعل بعض الرضع يعتادون على التدفق السهل للحليب من الزجاجة، مما يقلل من قدرتهم على المص من الثدي أو يجعلهم يفضلون الزجاجة، وهو ما يُعرف بارتباك الحلمة.
● مشاكل صحية تؤثر على قدرة الرضيع على الرضاعة، مثل:
◦ متلازمة داون، حيث قد يعاني بعض الأطفال من ضعف في العضلات، مما يجعل الرضاعة أكثر صعوبة.
◦ اللسان المربوط (التصاق اللسان)، وهي حالة خلقية تحدّ من حركة اللسان بسبب وجود وتر نسيجي قصير أو سميك يربط أسفل طرف اللسان بقاع الفم، مما قد يعيق الرضاعة الطبيعية. وتعتمد شدة التأثير على مدى تقييد حركة اللسان، فقد يجد الطفل صعوبة في إخراج لسانه خارج الفم، مما يؤثر على قدرته على المص، وقد يسبب لاحقًا مشكلات في الأكل أو الكلام.
◦ الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق، وهي تشوهات خلقية قد تمنع الطفل من إغلاق فمه بإحكام على الثدي، مما يجعل الرضاعة الطبيعية غير فعالة، وقد يؤدي ذلك إلى ضعف النمو ونقص الوزن.
◦ تلين الحنجرة، وهو ضعف خلقي في أنسجة الحنجرة يجعلها مرتخية أثناء التنفس، مما يؤدي إلى صدور صوت صفير أو خشخشة عند الشهيق. في الحالات البسيطة، لا يشكل مشكلة كبيرة، لكن في الحالات الشديدة قد يسبب صعوبة في التنفس والرضاعة، مما قد يؤثر على تغذية الطفل.
في بعض الأحيان، قد لا نعرف السبب الدقيق لرفض الطفل للرضاعة. إذا استمر الرفض لفترة طويلة، يُنصح باستشارة طبيب الأطفال او استشاري رضاعة للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية.
كيف تتعاملين مع رفض طفلك للرضاعة الطبيعية؟
قد يكون الامتناع عن الرضاعة أمرًا مزعجًا وغير مريح لك ولطفلك، ولكن لا تقلقي فيمكن حل مشكلة الامتناع عن الرضاعة الطبيعية بعدة خطوات وأساليب ومنها:
● تقليل المشتتات: حاول إرضاع طفلك في غرفة هادئة لتقليل المشتتات.
● تغيير الوضعية: إذا كان طفلك يرفض الثدي، جرب إرضاعه في وضعية مريحة لكما، مثل الاستلقاء على ظهرك مع وضعه بجانبك.
● الاستحمام معًا: قد يساعد الاستحمام معًا في تهدئة طفلك وجعله أكثر استعدادًا للرضاعة.
● إرضاعه وهو نائم: حاول إرضاع طفلك عندما يكون في حالة نعاس أو نائم، حيث قد يكون أكثر تقبلاً للثدي.
● وضع حليب الثدي على شفتيه: وضع قليل من حليب الثدي على شفتي طفلك قد يحفزه على الرضاعة.
● تحفيز تدفق الحليب قبل الرضاعة: يمكنك تحفيز تدفق الحليب قبل إرضاعه لتسهيل عملية الرضاعة عليه.
● تقديم كمية صغيرة من الحليب بطرق أخرى: قد يساعد تقديم كمية صغيرة من الحليب بطرق أخرى قبل العودة إلى الثدي في تقليل جوعه وجعله أكثر استعدادًا للرضاعة.
● تقديم مصاصات حليب الثدي المجمدة: إذا كان طفلك في مرحلة التسنين أو يعاني من ألم في الفم، يمكن تقديم مصاصات حليب الثدي المجمدة لتهدئته.
● تخفيف الضغط: إذا كنت تشعرين بالضغط، جربي إرضاعه بطرق أخرى، مع قضاء وقت في احتضانه وتوفير تلامس الجلد بالجلد.
● تقديم مسكنات الألم: إذا كان طفلك يعاني من ألم، قد يساعد تقديم مسكنات الألم المناسبة قبل الرضاعة.
● استشارة الطبيب: إذا كنت تشكين في أن طفلك مريض أو مصاب، استشيري طبيب الأطفال للتأكد من صحته.
أفضل طرق شفط الحليب وتخزينه لضمان تغذية الطفل
تلجأ الأم إلى شفط الحليب من الثدي للاعتماد عليه في الرضاعة الطبيعية أو التبادل مع الحليب الاصطناعي. تلجأ الأم لهذه الطريقة عند وجود بعض العقبات في الرضاعة ومنها:
● وجود أمراض طبية تمنع رضاعة الطفل من الثدي بعد الولادة مثل : التهاب الكبد B وC، التهاب الثدي، والسُّل.
● ترك الطفل عند الحاجه للذهاب للعمل، مما يستدعي شفط كمية مناسبة من الحليب تكفي لوصول الطفل للشبع.
● بدء فطام الطفل.
● رغبة الأم في زيادة إدرار الحليب لذلك تستخدم مضخة لشفط الحليب يمكن اللجوء إلى تقنية الضخ المتكرر (Power Pumping) لتحفيز الجسم على إنتاج المزيد من الحليب، حيث تعتمد هذه الطريقة على زيادة عدد جلسات الشفط في فترة معينة يوميًا، وكأن الطفل يمر بفترة رضاعة مكثفة.
كيف تطبقين تقنية الضخ المتكرر؟
للحصول على أفضل النتائج، يُفضل تخصيص ساعة يوميًا لمدة أسبوع على الأقل. بعض الأمهات قد يحتجن إلى الاستمرار لفترة أطول حتى يلاحظن زيادة واضحة في كمية الحليب.
الجدول الأكثر شيوعًا لتطبيق تقنية الضخ المتكرر:
● الشفط لمدة 20 دقيقة
● الراحة 10 دقائق
● الشفط لمدة 10 دقائق
● الراحة 10 دقائق
● الشفط لمدة 10 دقائق
يمكنكِ تكرار هذا الجدول مرة أو مرتين يوميًا حسب الحاجة، حيث تختلف الاستجابة من أم لأخرى. فبعض الأمهات قد يلاحظن زيادة في إنتاج الحليب خلال بضعة أيام فقط، بينما قد تحتاج أخريات إلى الاستمرار لمدة أسبوع أو أكثر لرؤية تحسن واضح.
يمكنكِ ايضًا استخدام المضخة اليدوية أو الكهربائية، لكن المضخة الكهربائية قد تكون أكثر راحة وسهولة، حيث توفر جهد الشفط اليدوي وتساعدكِ على إكمال الجلسة دون تعب.
نصيحة نِفاس
تذكري أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد تغذية، بل هي رابطة عاطفية تمنح طفلك الأمان والراحة. إذا كنتِ تعانين من قلة إدرار الحليب، فاحرصي على زيادة التلامس الجسدي مع طفلك، والرضاعة المتكررة، وطلب دعم مختص عند الحاجة. لا تترددي في استشارة طبيب أو استشاري رضاعة لضمان تجربة رضاعة ناجحة لكِ ولطفلكِ.
الأسئلة الشائعة
إتصل بنا


شارع التحلية، عمارة عبد اللطيف، مقابل مطعم كرم بيروت، الدور الأول، مكتب 101 الرياض، المملكة العربية السعودية
info@nifas.net
عنواننا
تابعنا