أهمية الرعاية الصحية في الثلث الأول من الحمل: نصائح وفحوصات ضرورية للأم والجنين

تعرفي على أهمية الرعاية الصحية في الثلث الأول من الحمل، وأهم الفحوصات الطبية، والفيتامينات الضرورية، ونصائح التغذية والرياضة لضمان صحة الأم والجنين.

الحمل

نفاس

2/17/2025

يُعد الحصول على الرعاية الصحية خلال الثلث الأول من الحمل أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الأم والجنين. تساعد هذه الرعاية في متابعة تطور الحمل والكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تواجه الأم أو الجنين. تختلف مواعيد الزيارات الطبية وفقًا للحالة الصحية للأم، وتحدد عادًة هذه الزيارات بمعدل مرة كل 4 إلى 6 أسابيع خلال الثلث الأول.


تتضمن الزيارة الأولى للطبيب مناقشة التاريخ الطبي للحامل ، بما في ذلك تاريخ الأمراض النسائية والولادات السابقة، بالإضافة إلى مراجعة التاريخ الطبي للعائلة الذي قد يؤثر على سير الحمل. يتم حساب موعد الولادة المتوقع خلال هذه الزيارة، وتُجرى مجموعة من الفحوصات لضمان صحة الأم والجنين.

الفحوصات الطبية في الزيارة الأولى

فحص جسدي شامل، بما في ذلك قياس الوزن وضغط الدم.

فحص الحوض هو إجراء طبي روتيني يُستخدم لتقييم صحة الأعضاء التناسلية الداخلية، مثل المهبل، الرحم، المبايض، قناتي فالوب، وعنق الرحم، وللكشف عن أي تغيرات غير طبيعية أو علامات تدل على وجود أمراض.

اختبارات للكشف عن بعض الأمراض المنقولة جنسيًا مثل السيلان والزهري.

فحص البول للكشف عن وجود البكتيريا أو البروتين أو السكر.

اختبارات لقياس مستويات الهرمونات، ومعدلات الحديد، وبعض الأمراض الأخرى.

ويقوم الطبيب أيضًا بإجراء مسح بالموجات فوق الصوتية للتأكد من عدد الأجنة وتحديد حجم الجنين وموعد الولادة المتوقع.

فحص نبضات قلب الجنين لتأكيد وجود الجنين وقياس معدل نبضاته.

اختبارات دم لتحديد فصيلة دم الحامل والعامل الريزيسي (بالإنجليزية: RH factor). يتم إجراء تحليل الدم خلال الحمل لمعرفة فصيلة دم الحامل وما إذا كانت تمتلك العامل الريزيسي (Rh factor) أم لا. العامل الريزيسي هو بروتين يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء، وقد يكون:

Rh موجب (Rh+): يعني أن خلايا الدم تحتوي على هذا البروتين

Rh سالب (Rh-): يعني أن خلايا الدم لا تحتوي على هذا البروتين

يُعد هذا الفحص مهمًا لأن عدم توافق العامل الريزيسي بين الأم والجنين قد يؤدي إلى مشاكل صحية. إذا كانت الأم Rh سالب والجنين Rh موجب، فقد يتعامل جهاز المناعة لدى الأم مع دم الجنين وكأنه جسم غريب، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة تهاجم خلايا دم الجنين.


قد يتحدث الطبيب مع الأم عن أهمية الفحوصات الجينية التي تساعد في معرفة احتمال إصابة الجنين ببعض الأمراض الوراثية. من بين هذه الفحوصات، يوجد اختبار الفحص الوراثي غير الجراحي (NIPT - Non-Invasive Prenatal Testing)، وهو اختبار حديث يُجرى من خلال أخذ عينة دم من الأم، للكشف عن بعض التشوهات الجينية عند الجنين. تساعد هذه الفحوصات الأم على الحصول على معلومات مهمة لاتخاذ القرارات المناسبة خلال الحمل.

وإذا كانت حاملًا بأكثر من جنين، فقد تحتاج إلى زيارات إضافية خلال الثلث الأول من الحمل لضمان متابعة الحمل بشكل دقيق.

إرشادات هامة للحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى

يعتبر الحفاظ على الصحة أمرًا بالغ الأهمية خلال جميع مراحل الحمل، وخاصة في الثلث الأول. وفيما يلي مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها خلال الأسابيع الأولى من الحمل لضمان صحة جيدة:

النشاط البدني: إذا كنتِ تمارسين الرياضة بانتظام قبل الحمل، يمكنكِ الاستمرار في ممارسة التمارين الآمنة للحامل مع تعديل شدتها بما يناسب حالتكِ الصحية. أما إذا كنتِ جديدة على الرياضة، فمن الأفضل البدء بنشاط خفيف مثل المشي لمدة 5 إلى 10 دقائق يوميًا، ثم زيادة المدة تدريجيًا حتى تصل إلى 30 دقيقة يوميًا، 5 أيام في الأسبوع. في حال كان حملكِ عالي الخطورة أو لديكِ أي مشكلات صحية، يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نشاط بدني. كما يُنصح بالتوقف عن التمارين فورًا إذا شعرتِ بالتعب الشديد، الدوخة، أو أي شعور بعدم الارتياح.

التغذية السليمة: ينصح بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية مثل الفواكه، والخضروات، واللحوم، والبيض، والحبوب الكاملة. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بتناول الفيتامينات المخصصة للحوامل، والتي تحتوي على حمض الفوليك واليود، لضمان الحصول على المغذيات الأساسية التي قد يكون من الصعب الحصول عليها من الطعام وحده.

الترطيب والراحة: الحفاظ على الترطيب الجيد من خلال شرب كميات كافية من الماء يساهم في دعم الوظائف الحيوية للجسم. كذلك، الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم يساعد في التكيف مع الإجهاد الذي يفرضه الحمل على الجسم.

الامتناع عن التدخين والكحول: يجب الابتعاد تمامًا عن التدخين والكحول خلال الحمل، حيث يرتبط كلاهما بمشكلات صحية خطيرة للأم والجنين. يعتبر الحمل فرصة جيدة للإقلاع عن التدخين، ويمكن للطبيب أو الصيدلي تقديم الدعم اللازم في هذا الجانب.

متابعة الفحوصات الطبية: من الضروري حضور جميع المواعيد الطبية لضمان متابعة نمو الجنين والكشف عن أي مشكلات محتملة في وقت مبكر. ويُفضل أن تكون هذه الفحوصات منتظمة وأن يتم مناقشة أي مخاوف صحية مع الطبيب.

الفيتامينات والمعادن الأساسية في الثلث الأول من الحمل

حمض الفوليك: يساعد في منع التشوهات الخلقية في الدماغ والعمود الفقري للجنين. تحتاج الحامل إلى 400-600 ميكروغرام يوميًا، لذلك يُنصح بتناول مكمل يحتوي على 400 ميكروغرام على الأقل بدءًا من شهر قبل الحمل وحتى الأسبوع 12 من الحمل. يمكن للطبيبة أو أخصائية النساء والتوليد مناقشة ما إذا كنتِ بحاجة إلى جرعة أعلى من 400 ميكروغرام يوميًا، بناءً على حالتكِ الصحية واحتياجاتكِ الغذائية.

الحديد: ضروري لمساعدة خلايا الدم الحمراء على نقل الأكسجين للجنين. تحتاج الحامل إلى 27 ملليغرام يوميًا للحفاظ على مستويات صحية من الهيموجلوبين والوقاية من فقر الدم.

الكالسيوم: يساعد في بناء عظام وأسنان قوية للجنين. تحتاج الحامل إلى:

1,300 ملليغرام يوميًا إذا كان عمرها 18 سنة أو أقل.

1,000 ملليغرام يوميًا إذا كان عمرها 19 سنة أو أكثر.

فيتامين B6: يساعد في التخفيف من الغثيان والقيء المصاحب للحمل، خاصة خلال الشهور الأولى. توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) بتناول 10-25 ملليغرام لعلاج الغثيان. يجب استشارة الطبيب قبل تناوله لضمان الحصول على الجرعة المناسبة.

نصيحة نِفاس

عزيزتي الأم، في "نِفاس" نعلم أن الثلث الأول من الحمل هو مرحلة حساسة تتطلب منكِ عناية خاصة. صحتكِ هي الأساس لصحة جنينكِ، لذلك احرصي على تناول الفيتامينات الأساسية مثل حمض الفوليك لحماية طفلكِ من التشوهات الخلقية، والحديد للحفاظ على طاقتكِ ومنع فقر الدم. لا تنسي أهمية الترطيب والراحة، فجسمكِ يعمل بجهد مضاعف لدعم حياة جديدة بداخلكِ. نحن هنا لنرافقكِ في هذه الرحلة، فثقي بجسمكِ واستمعي له، وراجعي طبيبكِ بانتظام للاطمئنان على صحتكِ وصحة جنينكِ.


الأسئلة الشائعة