أهم التغيرات النفسية أثناء الحمل: معلومات قد تهمكِ!

تعرفي على أهم التغيرات النفسية أثناء الحمل وكيفية التعامل معها في كل مرحلة. احصلي على نصائح لدعم صحتك النفسية وضمان تجربة حمل أكثر استقرارًا وسعادة.

الصحة النفسية

عرب ثيرابي

2/13/2025

تعد التغيرات النفسية أثناء الحمل شائعة جدًا، ومن الطبيعي أن تعاني النساء من بعض المخاوف المتعلقة بما هو قادم. وقد تشعر بعضهن بالتوتر الشديد لأسباب مختلفة قد تكون تتعلق بالتغيرات الهرمونية أو أمور غيرها.

سنتناول في هذا المقال أبرز التغيرات النفسية التي قد تواجهها النساء خلال مراحل الحمل المختلفة، مع تسليط الضوء على كيفية إدارتها وضرورة البحث عن الدعم والمساعدة عند الحاجة.


التغيرات النفسية في الثلث الأول (1-3) : التقلبات والحالة المزاجية

تعاني النساء الحوامل من مشاعر مختلفة بدءًا من الأشهر الثلاثة الأولى للحمل؛ إذ تحدث التفاعلات بين الجسم والنفسية طوال فترة الحمل:

زيادة مستوى التوتر في حياتك أو ظهور المشاعر السلبية بشأن الحمل قد يساهمان في زيادة أعراض الغثيان التي قد تكون موجودة مسبقًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

تغير الحالة المزاجية حيث تعاني بعض النساء من ازدياد أو انخفاض في الحالة المزاجية خلال هذه الأشهر.

وضوح التقلبات العاطفية المفاجئة قد يكون أكثر وضوحًا لدى بعض النساء مقارنة بغيرهن. يعتمد هذا على المرأة نفسها، ونوع التوتر الذي تعاني منه، والدعم العاطفي الذي تتلقاه، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية في الجسم.

قلق بعض النساء بشأن ما إذا كان الحمل سيستمر لأن نسبة خطر الإجهاض تصل إلى حوالي 20% في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

التغيرات النفسية في الثلث الثاني (4-6) : ما بين الهدوء والقلق

انخفاض التوتر العاطفي والقلق بشكل عام في هذه الأشهر، ومع ذلك قد تشعر بعض الأمهات بالقلق بشأن الوزن الذي اكتسب.

تطور الشعور بالرفاهية العامة، وعادةً ما يختفي الخوف من الإجهاض، كما تتضاءل المخاوف من التغيرات الجسدية.

بدء الشعور بالاعتماد المتزايد على شريك الحياة، خاصة في مراحل حركة الجنين، حيث تكون لديهن احتياجات أكثر من المعتاد.

زيادة الرغبة الجنسية عند المرأة الحامل بسبب زيادة الإفرازات المهبلية المرطبة، بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض، كما أن اختفاء أعراض الغثيان يساهم في تحسين الحالة الجسدية والنفسية، مما يعزز من الرغبة الجنسية.

"قد يحدث تطور في الأحلام طوال فترة الحمل، وقد تظهر الشكوك حول دورك الجديد كأم في الأحلام حول عدم قدرتك على رعاية طفلك بشكل صحيح"


التغيرات النفسية في الثلث الأخير (7-9) : استعدادات الولادة

تختفي عادة بحلول الثلث الثالث من الحمل مشاعر الأم المتناقضة تجاه الطفل، ثم تبدأ الأمهات الحوامل في الاستعداد للولادة جسديًا وعاطفيًا:

تزداد مشاعر القلق لدى الأمهات لأول مرة بشأن المخاض والولادة.

تنخفض القدرة البدنية على العمل خلال هذه الأشهر.

تحتاج المرأة إلى اهتمام إضافي من الزوج والعائلة والأصدقاء.

تحتاج المرأة أيضًا إلى الطمأنينة فيما يتعلق بالمظهر الجسدي، خاصة إذا تضاءل الدافع الجنسي مرة أخرى لديها، بالإضافة إلى احتياجها للطمأنينة فيما يتعلق بقدرتها على أن تكون أمًا جيدة.


التغيرات والاضطرابات النفسية الشائعة أثناء الحمل

يزيد الحمل والأمومة من تعرض بعض النساء للحالات النفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق أو اضطرابات الأكل أو الذهان:

الاكتئاب

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا مستمرًا بالحزن وفقدان الاهتمام بالأشياء والأنشطة التي كنتِ تستمتعين بها سابقًا. ويعد الأكثر شيوعًا المرتبط بالحمل، ويمكن أن يؤدي الاكتئاب غير المعالج إلى مجموعة من العواقب السلبية. ويعتمد علاج الاكتئاب أثناء الحمل على نفس العلاجات المستخدمة للاكتئاب بشكل عام، مع الحاجة الإضافية لضمان سلامة الجنين.

أعراض الاكتئاب التي قد تشعرين بها:

● الإحساس بالحزن أو الكآبة أغلب الوقت دون سبب واضح.

● الشعور بالتوتر أو الغضب أو القلق بشكل مستمر ، قد ينتج عن صعوبة التعامل مع الضغوط اليومية أو التفكير المفرط.

● البكاء بشكل متكرر، حتى على أمور بسيطة أو دون وجود سبب واضح.

● فقدان الرغبة أو الاستمتاع بالأشياء التي كنتِ تحبينها في العادة.

● صعوبة في الشعور بالتعلق بجنينك أو الإحساس بأنكِ لا تملكين مشاعر الأمومة.

● التفكير بأنكِ أم غير جيدة أو الشعور بالذنب تجاه أمور قد لا تستحق ذلك.

● مواجهة صعوبة في التركيز أو إنجاز المهام اليومية


نوبات الهلع

نوبة الهلع هي فترة قصيرة من القلق الشديد، تتسبب في ظهور الأعراض الجسدية المرتبطة بالخوف. تحدث نوبات الهلع بشكل مفاجئ ومتكرر وغالبًا دون وجود أي تهديد خارجي. قد تستمر نوبة الهلع من بضع دقائق إلى نصف ساعة، لكن التأثيرات الجسدية والعاطفية للنوبة قد تستمر لعدة ساعات. قد تصابين بنوبات هلع لأول مرة أثناء الحمل، وقد تشمل العلاجات أثناء الحمل العلاجات الدوائية أو مضادات الاكتئاب أو العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج النفسي الداعم، وتقنيات الاسترخاء، والاستشارات الغذائية.

أعراض نوبة الهلع التي قد تشعرين بها:

شعور قوي بالرهبة أو الخوف من شيء سيء سيحدث.

الاهتزاز أو الرجفة، التعرق.

حرارة مفاجئة في الجسم.

تسارع ضربات القلب.

شعور بالدوار والدوخة.

شعور بالضيق في الصدر.

صعوبة في التنفس.


إضطراب الوسواس القهري

الوسواس القهري هو اضطراب قلق يجعل الشخص يعاني من أفكار أو صور مزعجة ومتكررة، وهي أفكار لا يستطيع الشخص التخلص منها وتسبب له القلق. وللتخفيف من هذا القلق، يبدأ الشخص في القيام بأفعال متكررة ومرهقة بشكل مفرط، مثل غسل اليدين أو التحقق من الأمور بشكل مستمر.

تشير العديد من التقارير إلى أن النساء قد يتعرضن لخطر متزايد لظهور الوسواس القهري أثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة. وعلاجات الوسواس القهري في الحمل هي نفسها العلاجات العامة وتشمل العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج الدوائي.

الأفكار المتكررة التي تراودكِ:

الخوف من التلوث بسبب الجراثيم أو الأوساخ أو أي مواد قد تكون ضارة.

القلق المستمر من أن يحدث شيء سيء لكِ أو لأحد أفراد عائلتك، مثل المرض أو الحوادث

الانشغال المفرط بالأشياء التي يجب أن تكون منظمة أو مرتبة بشكل محدد ودقيق.

الأفعال المتكررة التي تقومين بها:

غسل اليدين بشكل مفرط أو الاستحمام بشكل متكرر.

تنظيف البيت أو الأشياء في المنزل بشكل مفرط، مثل تنظيف الطعام أو السيارة.

التحقق المستمر من الأقفال أو الأجهزة الكهربائية أو الغازية للتأكد من أنها آمنة.

الفصام

الفصام هو اضطراب عقلي معقد يتميز بتشويش في التفكير والعواطف، وصعوبة في رؤية الواقع كما هو. يعاني الشخص المصاب بالفصام من صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، مما يؤثر على سلوكياته وتفاعلاته مع الآخرين.

تشير البيانات المحدودة عن مرض الفصام أثناء الحمل إلى أن هذا المرض له مسار متغير. حيث تعاني بعض النساء من تحسن في الأعراض، بينما تعاني أخريات من تفاقم مرضهن. ويمكن أن يكون للذهان المصاحب للفصام أثناء الحمل عواقب وخيمة على كل من الأم وجنينها ولذلك فالعلاج ضروري.

أعراض الفصام التي قد تشعرين بها:

صعوبة في التفكير بوضوح أو تنظيم الأفكار.

سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة (هلوسة).

شعور بأن الآخرين يراقبونك أو يتآمرون ضدك (أوهام).

فقدان الاهتمام بالأمور اليومية والأنشطة التي كنتِ تستمتعين بها.

الشعور بالتشويش أو عدم القدرة على التركيز.

صعوبة في التواصل مع الآخرين وفهم ما يقولونه أو التعبير عن نفسك بوضوح.

تغييرات في السلوك، مثل العزلة الشديدة أو التصرفات الغريبة.



"إن فهم التغيرات النفسية الشائعة التي تحدث أثناء الحمل يساعد كلًا من الأمهات والآباء على فهم أنفسهم وشركائهم بشكل أفضل"


إدارة التغيرات النفسية أثناء الحمل

هناك العديد من الأشياء التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في إدارة صحتك العقلية ورفاهيتك أثناء الحمل:

لا تتوقعي الكثير من نفسك وكوني واقعية بشأن ما يمكنك القيام به، واستريحي عندما تحتاجين إلى ذلك.

حاولي ألا تقومي بتغييرات كبيرة في هذا الوقت، مثل تغيير المنزل أو تغيير الوظيفة، إلا إذا كنت مضطرة لذلك.

احرصي على الحفاظ على النشاط البدني واستشيري طبيبك أو القابلة قبل البدء في برنامج التمارين الرياضية.

تناولي وجبات صحية منتظمة.

اقضي وقتًا مع الأشخاص الذين يشعرونك بالاسترخاء والرضا عن نفسك، فالدعم الاجتماعي له تأثير كبير على الصحة النفسية.

تواصلي مع الآباء والأمهات الحوامل الآخرين حتى تتمكنوا من دعم بعضكم البعض ومشاركة تجاربكم .

تذكري أن تقبلي المساعدة إذا عرضت عليك واطلبي المساعدة إذا كنت في حاجة إليها.


نصيحة نِفاس

عزيزتي الأم، أنتِ لستِ وحدكِ في هذه الرحلة الجميلة التي تحملين فيها معجزة الحياة. نعلم أن لحظات الحمل قد تكون مزيجًا من الفرح والتحديات، لكن تذكري دائمًا أن قوتكِ تكمن في حبكِ ورغبتكِ في الأفضل لنفسكِ ولطفلكِ القادم. نحن في تطبيق "نِفاس" هنا لنمشي بجانبكِ، نُخفف عنكِ الأعباء، ونُقدم لكِ الدعم الذي تستحقينه. إذا شعرتِ بثقل اللحظة، توقفي للحظة واحتضني قلبكِ بلطف؛ فأنتِ تصنعين أعظم قصة حب. ثقي أن كل يوم يمر يجعلكِ أكثر استعدادًا لهذه المهمة النبيلة.

الاسئلة الشائعة